طيف أم عماد يبكينا
سامح بسيوني
جاءني طيف من أم عماد زائر وما الطيف إلا ما جاء من الخواطر.
جاءني طيف في ليلة ظلماء والفكر حائر وهو يعلم بأن الأمر كله بيدي الخالق.
جاء الطيف وأيقظ ما في القلب من لوعة الفراق وحنين الأشواق، جاءني ليخبرني بأن الٱلم مازال يسكن في الأعماق،وأن الحزن يتجدد بتجدد الأيام.
جاء الطيف بعد مرور عام على الفراق فمتلأ القلب بالحنين والأشواق.
يا طيف أخبرني: عما مضى من الذكريات، اكمل ما بقى من الحكايات وارشدني ما حوى من أمر الفراق.
حدثني كما كنت تحدثني بالأمس عما مضى من ذكريات الأجداد.
اغرس فينا حب الوئام والعفو والتسامح في زمن قل فيه التٱلف والوئام.
يا طيف ذكرني: كيف كنت صامدًا للأمواج، وتحملت فكنت كالجبال لا يهتز بالرياح.
يا طيف كنت مصدر الوحدة والوئام، وبعد فراقكِ ضاعت الوحدة وتفرق الأنام، فإن كانت الأيام فرقت بيننا فكلنا إلى الله صائرين
يا طيف كنت مصدر وحدتنا، وعزتنا وقوتنا والٱن أصبحنا أعجاز نخل خاوية.
يبقى دعائك نستظل فيه ظلمة ليالينا، تعلمنا منكم الكرم مع شدة الحاجة والعوز.
يا طيف أتذكر كيف كنا في طفولتنا نذهب إليكِ وكنتٍ أنتٍ الحنان والعطف؟
يا طيف جئت لتذكرنا بأم الصابرين وكيف تحملتِ مرارة العيش وصبرت مع زوجها، وكانت مضرب المثل في الطاعة والعمل.
يا طيف تحية إلى روحها في ذكراها وبلغها بأنها مازالت في قلوبنا بحنانها وعطفها وكرمها، وأرسل سلامًا لها ومن معها فهم بإذن من الرحمن في جنة الرضوان.
يا طيف أخبره بأن الفؤاد عندما أخبر نعيه ضاقت الدنيا بمَ رحبت وهطلت الدموع أنهُر.
سنظل نبكي عليكِ كلما أشفق الليل بظلمته وعبس الصبح المنير بعد عسعسه.
لقد كنت بدرًا بيننا وبعد الممات أصبحنا محاق في ظلمة الليل حالك الظلام.
سنظل نتعلم منكِ الكرم والعفاف حتى، ولو كانت اليد قليلة الحيلة والرجاء.
نخبرك يا طيف بأن فراغٌا كبيرٌا حل مكانها وأصبح الفؤاد بعدها فارغ.
يا أم عماد ستظل ذكراكِ بيننا ما دامت في العروق دم والنهر باقٍ
