القاهرية
العالم بين يديك

هكذا أنا

120

بقلم _ براءة الأيوبي

في عشق الكتابة غزلتُ حروفي…
عثرتُ بين نسيح الأبجدية، على وشاح يدثّر عَصفي..فارتديتُه أماناً ولهفة.
نقَبتُ مراراً بين السطور…
وفي كل محاولة..
كنتُ أعثر على ذاتي قابعة تدندن هزائمَ وانتصارات…!!
في تقلبّاتي الموسميّة..
دائماً ما ألتقط زخّات مطر من هنا.. وإشراقة شمس من هناك… غيماً متلبداً، أو ربيعاً مزهر الثنايا..
ثّمّ..
أسارع التأمُّل، لأغرس اكتشافاتي نصوباً فوق الوريقات.
شغفٌ…
هو ذاك الذي يحرّضني على خطِّ ابتهالاتي…
سلامٌ…
هو شعوري المتوالد مع انسيابي.
ووَجدٌ…
هو ما أكنّه لانصبابي.
أجدني، مع كل زخرفة أنثرها، أستحيل فتاةً من ورد…
أتطاير ضوعاً، ويحملني النسيم فأعبر قاراتٍ ومحيطات…
ومن ثمّ..
أعود لوريقاتي، لأعثر بين جنباتها على نصوصٍ تغازلني… تحاكيني… وتتوّجني المليكة في مراسم استقبال مهيب.
أن أكتب، يعني…
أن أغرف من حلمي القليل، وأضفي عليه من الخيال أهازيجَ، فيغدو باقات ورد ورياحين.
أن آُقبل على جناح الدهشة، وأغوص في بساتين روحي لأقطف منها حروفَ أمنيات… والكثير من الأشواق.
أن أذوب عشقاً…
أحياناً…
أعثر بين أناملي على بقايا ذاكرةٍ.. على صور مهجورة ارتَدَت نسبج عنكبوت..
أضيع… أغرق في تأمّلها…
ثمّ…
على حين صحوة..
أبدأ في اعتصارها بين الصفحات، وأروح أزينها بخفقي… بلهفتي… وبترددات هذياني المعتّق منذ آلاف الكلمات..

قد يعجبك ايضا
تعليقات