قصة الشعار الكشفي
كتبه القائد/ عامر منير صافي
متابعة عبدالله القطاري من تونس
يعد رمز الكشافة أحد أشهر “العلامات التجارية” العالمية، ومع انتشار الكشافة في جميع أنحاء العالم، كان هناك تطوير للشارات الكشفية وخصوصا شعار الكشافة الذي يعتبر بمثابة أيقونة للكشافين حول العالم، وقد تنوعت الشعارات الكشفية للمنظمات والجمعيات الكشفية وكان الشعار يتغير تبعًا للبلد مع تعديلات مع ما يناسب رموز كل بلد.
وأيًا كان شكله فيبقى مستوحى من شعار الكشافة العالمية الذي يجمع الكشافة معًا في شعور من الوحدة والصداقة.
أما أصل الشارة الكشفية فإن ذلك يعود بنا إلى المخيم الكشفي التجريبي الذي أقيم في جزيرة براونسي في أغسطس 1907 ، حيث أعطى روبرت بادن باول الفتية رمزًا كشفيًا لارتدائه على معاطفهم أو قبعاتهم، واستند هذا إلى الشارة التي قدمها لكشافة الجيش عندما كان يخدم في الهند،
حيث كان الشعار أقرب ما يرمز إلى رأس السهم.
وفي الطبعة الأولى من كتاب الكشافة للفتيان عام 1908 أشار بادن باول إلى شارة الكشافة على أنها رأس سهم، حيث قال:
شارة الكشافة هي رأس السهم الذي يظهر الشمال على الخريطة أو على البوصلة، إنها شارة الكشافة في الحرب لأنها توضح الطريق، وكذلك فهي شارة الكشافة في السلام حيث توضح الطريق في أداء الواجبات ومساعدة الآخرين.
وبعد الانتقادات التي وجهت إلى أن الرمز الكشفي كان عسكريًا للغاية، أعاد بادن باول تعديل الشعار ليكون أقرب ما يكون لزنبقة منمقة ترمز إلى السلام والنقاء.
كما تم استقاء شكل شارة الكشافة في الأصل من النقطة الشمالية للبوصلة، مما يدل على أن الكشاف قادرًا دوما على تحديد الطريق تمامًا مثل إبرة البوصلة.
وفي الأيام الأولى من الكشافة تم النظر إلى هذه الشارة بريبة من قبل المجتمعات المناهضة للعسكرية حيث كان يعتقد أن الكشافة شبيهة بالعسكرية لأن الشارة كانت شبيهة برأس سهم، مما يعني العدوان وإراقة الدماء.
وتعتبر زهرة الزنبق شعار الملوك الفرنسيين، حيث كان تشارلز ملك نابولي بسبب أصله الفرنسي شعاره أيضا، وخلال فترة حكمه قام الملاح فلافيو جيوجا الذي جلب اعتماد بوصلة البحارة، على شكل بطاقة تحمل الأحرف الأولى N و S و E و W، والتي ترمز إلى الجهات الأربع.
وحيث أن الشمال باللغة الإيطالية هو “ترامونتان” لذا فإن T تمثل الشمال، ولكن عندما عمد لصناعة بوصلة للملك، قام بوضع مكان حرف T شكل زنبقة تكريماً لشعار الملك، ومن هذا الأصل نشأت شارة الكشافة.
وهي مناسبة بشكل خاص للكشافة من حيث أن نقاطها الثلاث تعمل على تذكير الكشافة بالوعود الثلاثة التي قطعها عند انضمامه للحركة.
يمكن بسهولة نسخ مثل هذا الرمز العام وفي عام 1909 تم إدخال إضافات خاصة على التصميم لجعله فريدًا بالنسبة للكشافة، وشمل ذلك إضافة النجمتين، وفيما بعد جاءت النقاط العشر للنجوم لتمثل الأجزاء العشرة من قانون الكشافة، وللعلم كان في المملكة المتحدة 9 قوانين فقط حتى عام 1911.
ثم بعد إنشاء قسم الأشبال الذي تم إطلاقه رسميًا في عام 1916، قال بادن باول إن النجمين يمكن أن يمثلان أيضًا العيون البراقة لشبل الذئب، حيث يتعلق هذا بالنجمتين اللتين عملهما الأشبال خلال برنامجهم وكانوا يرتدون قبعة الشبل، لأن أشبال الذئب يولدون عميان، وبالتالي لن يكون لدى الأشبال الجدد النجوم على قبعتهم، وعندما يأتي الوقت الذي يكون فيه الشبل جاهزًا للذهاب إلى الكشافة، ستكون عيناه ممتلئة وسيكون لديه نجمان يظهران تطوره، وقد تم استبدال هذا العنصر من منهاج الأشبال في عام 1967.
ومع انتشار الكشافة في جميع أنحاء العالم، قامت الدول بإنشاء إصداراتها الخاصة من الرموز الكشفية مما يضيف إلى التصميم لجعله فريدًا في بلدهم.
في عام 1972 تم تقديم الشارة الكشفية العالمية لجميع المنظمات الكشفية الوطنية التي تنتمي إلى المنظمة العالمية للحركة الكشفية.
وقد تم تبني الشعار من قبل أغلب المجموعات والجمعيات الكشفية في جميع أنحاء العالم، حيث يبدو الشعار أنه معاصرة مع الحفاظ على التاريخ الكشفي، كما أنه يعكس أصداء الرسم الأول لبادن باول، وقد أصبح يظهر هذا التصميم الجديد على اللافتات والكتب والملابس ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.