بقلم/ عاليا عمرو أبو العزم
إنَّ هذه الدنيا كالشوراع والسيارات تمامًا، قد لا يسلك كل شخص تعرفه نفس الطريق، وقد يكون لكلٍ وجهةٌ مختلفة ومحطةٌ يطمح في الوصول إليها غير المحطة التي تريدها أنت.
إنَّ كلاً منّا في داخل سيارته له القدرة على التحكم في السيارة بعجلة القيادة والدواسات، والفرامل، ولكن لا يستطيع أيُّ إنسان مهما كان أن يتحكم في السيارة المجاورة، فهو ليس بقادرٍ على التحكم إلا في سيارته. و هكذا هي الحياة أنت تتحكم في نفسك بالطريقة التي تعجبك! تعيش بالطريقة التي ترضيك، وتسلك الطريق الذي تريده ولكن لا تستطيع ولا يحق لأي إنسان أن يتحكم في حياة أي إنسان آخر.
الحالة الوحيدة التي قد تحرك شخصًا فيها هي عندما تشغِّل له بوق سيارتك. قد يكون هذا البوق محفزاً والعكس صحيحاً ولكن أيًّا كان فأنت أعطيته إنذارًا وعليه الاختيار لا أنت.
أمَّا بالنسبة للمقربين كالأسرة، فهؤلاء الأشخاص يركبون معك في نفس السيارة، قد لا تكون أنت من يقود ولكن لك الحق في إعطاء رأيك في وجهة السيارة لأن ما سيحدث لشخص واحدٍ بداخلها سيؤثِّر على الجميع بالنفع أو بالسلب فأنتم في نفس السيارة و وتشاركون بعضكم في الحلو والمر.
وقد تركب سيارةً أخرى عندما تنتقل إلى مرحلة جديدة كالزواج أو السفر أو وفاة أحدهم، إلخ إلخ .
أما في حال إن كنت أنت وحدك من يركب السيارة فاعلم يا عزيزي السائق ويا عزيزتي السائقة أنك ترى نفسك بهيئةٍ لا شخص يراك بها فأنت تنظر في داخل السيارة وأنت تقود وأنت ترى في داخل السيارة وفي داخل نفسك ما لا يراه أي شخص آخر، فأنت تتفقد نفسك من الداخل لكن لا تستطيع تفقد السيارة من الخارج وأنت تقود، أنت وحدك تعلم كم تبقَّى من الوقود وما هي إعدادات السيارة.
وفي حال أنك وقفت في هذه الحياة وتعثَّرت فاعلم أن هذه إشارة المرور في حياتك، التي تعلمك وتفهمك واعلم أنها ستنقضي بعد الصبر ، وستفرج وستصبح خضراء وهذه الإشارات في المستقبل ستكون حليفتك ومعلمتك التي لها فضل عليك.
في النهاية مهما لففنا بالطريق ومهما قُدْنا وغيَّرنا الاتجاهات فإنَّ الوجهة الأخيرة واحدة! وهي الوجهة إلى الله عز وجل ، لذلك يا أعزائي السائقين حافظوا على سياراتكم لكي تقابلوا بها الله وهي تبدو وكأنَّما لو كانت جديدة، ولا تجعلوها مُتَّسِخةٌ بذنوب الدنيا وشهواتها وانتظروا سياراتٍ أكبر وأفخم وأجمل عند الله في الدار الآخرة وأحسنوا العبادة والتقوى إليه.