القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الملك العادل

102

كتبت _دولت فاروق 

ليثُ الإسلام، الخليفة الراشد، أو الملك العادل كُلها ألقاب “لأبو القاسم نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي” الملقب “بنور الدين زنكي”

ولد عام 569 هجرية 511 ميلادية

أبوه هو “عماد الدين زنكي ابن آق سنقر”

و هو ثاني أولاد “عماد الدين زنكي ” بعد سيف الدين غازي”

وقد تأثر أبناء عماد الدين بما كان لأبيهم من فضائل فكانوا جميعًا من رجال الجهاد على تفاوت في ذلك بينهم.

كان “نور الدين زنكي” يحارب الصليبيين ليس على أنهم نصارى بل لأنهم أجانب عن بلاد العرب والمسلمين جاءوا لاحتلال البلاد وتدنيس المقدسات.

اما عن راعاياه من النصارى فقد كان يعاملهم على أنهم مواطنين لهم حق الرعاية الكاملة ولم يمس كنيسة بسوء، أيضاً لم تشغله المعارك عن توحيد الصف وإقامة المدارس والمساجد والاجتهاد في اختيار شيوخها.

كان” نور الدين” مؤمنًا صادقًا ومجاهدًا عظيم، زاهدًا متصوفًا لا ينام إلا منتصف الليل ثم ينهض فيتوضأ ويصلي ويدعو حتى يقبل الصباح فيصليه ثم يبدأفي إدارة شؤون دولتهِ.

كان يأكل ويشرب من مِلك له قد اشتراه من مالهِ الخاص ولم يكن له بيت يسكنه وإنما كان يقيم في غرفة في قلعة البلد الذي يحل فيه.

أما عن حروبه وفتوحاته فقد استهل حكمه بالقيام ببعض الهجمات على إمارة إنطاكية الصليبية واستولى على عدة ِِِقِلاع في شمال الشام وهزم الصليبيين في الرٓها.

كان” نور الدين” يسعى إلى استمالة القوى الإسلامية المتعددة في شمال العراق والشام وكسب وُدها لتواجه معه العدو الصليبي فعقد معاهدة مع “معين الدين أنر” حاكم دمشق وتزوج ابنته والذي سارع بدورهِ بالخروج مع نور الدين لصد خطر الصليبين واستوليا معًا على بصرة، وصرخند.

وفي عام1147 ميلادية وصلت الحمله الصليبية الثانية على الشام بزعامة” لويس السابع” لكنها فشلت في تحقيق أهدافها .

ثم في عام 1149 ميلادية خرج “نور الدين “مع “سيف الدين” غازيًا أنطاكية فهب” ريموند دي بواتيه” صاحب إنطاكية لنجدتها والتقى الفريقان،وهَزم المسلمون الصليبيين هزيمةً ساحقة.

 

كان “نور الدين” يؤمن بضرورة انتظام القوى الإسلامية ما بين الفرات والنيل حتى تقف كالبنيان المرصوص أمام أطماع الصليبيين . ففي دمشق كان “معين الدين آنر” صاحب السلطة في دمشق يرتبط بعلاقاتٍ ودية مع الصليبيين وعقد معهم معاهداتٍ وتحالفاتٍ، ومن بعده قام” مجير الدين آبق” بحكم دمشق وجرى على نفس السياسة الفاسدة بل زاد على ذلك أن وافق على أن يدفع أهل دمشق ضريبة ثانوية للصليبيين دون خجل منه .

فثار نور الدين على هذا الوضع ونجح بمساعدة الدمشقيون في الإطاحة “بمجير الدين”وضم دمشق الى دولتهِ سنه 1154 ميلادية وبهذا توحدت بلاد الشام تحت زعامه نور الدين.

فبدأ الالتفات لمصر حيث كان الصليبيون يتطلعون إلى الجنوب بعد أن أحكم نور الدين سيطرته على الشام شمالًا في بلاد الشام والعراق وبخاصة أن الدولة الفاطمية كانت تعاني بدأ الانهيار

فأسرع نور الدين بشن حملاتٍ على الصليبيين في الشام حيث كانوا يعاودون شن الحملات عليها كل فترة ، ليشغلهم عن غزو مصر .

فظل يرسل الحملات إلى مصر على مدار خمس سنوات تحت قياده القائد” أسد الدين شيركوة” وبصحبته صلاح الدين الأيوبي ابن أخوه.

وبالفعل نجح في ضم مصر إليهم.

وتولى “شيركوه” الوزارة

بعدما انهارت الدولة الفاطمية

ليبدأ حكم الدولة الأيوبية إلا أنه توفي بعدها بشهرين فآلت إلى “صلاح الدين الأيوبي”.

وبينما كان ” نور الدين محمود” يستعد للسعي إلى مصر فاجأته الحمى وكان مرض الموت، فمات وهو في التاسعةِ والخمسين من عمره. فكان موت القائد العظيم خسارة كبيرة للعالم الإسلامي.

قد يعجبك ايضا
تعليقات