القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

صراخ الأموات

900

كتب / عادل النمر

قال الله تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )
المقابر جزء من ذاكرة الأمة، وهي امتداد لثقافة مصرية قديمة تتعلق بالحياة الأخرى أو الأبدية، أنّ هدمها يعتبر بمثابة قَطع صفحة مهمة من تاريخ تلك الأمة .
أن كل قيمة حضارية هي مرتبطة بجزء من تاريخ مصر، وعليه، فإن الاعتداء على هذه القيمة هو اعتداء على جزء غالي من تاريخ هذا البلد .
تعتبر منطقة التطوير من أشهر أماكن القاهرة التاريخية
وسوف يتم إزالة نحو 2700 مقبرة تقريبا ونقلها للأماكن الجديدة في 15 مايو والعاشر من رمضان، على أن يتم اتاحة الوقت الكافي للأسرة لنقل رفاتها إلى جانب توفير مساكن بديلة للأسر التي سيتم هدم بيوتها خلال الفترة المقبلة ضمن مشروع التطوير لنفس المنطقة التي تضم مقابر الامام الشافعي والليثي والسيدة عائشة والسيدة نفيسة .
أن الإزالات تمت للتطوير في المنطقة وإقامة محاور وكباري وعمل تطوير كامل للمنطقة التي تشمل خط «القلعة، السيدة نفيسة، السيدة عائشة» وما بها من مقابر، فيما لم يتم إزالة أي مقبرة آثرية وهو الأمر الذي يتم آخذه في الاعتبار أثناء وضع مخطط التطوير المقرر لأي منطقة.
خرجت حفيدة الشيخ محمد رفعت باكية على شاشات التلفزيون تستغيث بالرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أنها تلقت إخطارًا من المحافظة يفيد بهدم مقبرة جدها الموجودة بالسيدة نفيسة ضمن أعمال التطوير.
‏وقد أكدت محافظة القاهرة أن مقبرة الشيخ “محمد رفعت” خارج نطاق الإزالة التى تتم فى مقابر السيدة نفيسة لاستكمال أعمال تطوير محور صلاح سالم .
وأكدت أيضا في بيان رسمى لها، نافية إرسال المحافظة خطاب يطالب أسرة الفقيد الراحل بنقل رفاته على نفقتهم الخاصة.
وأن ما تردد بهذا الشأن عارٍ تماما من الصحة مطالبة وسائل الإعلام تحري الدقة والرجوع للمصادر الرسمية للتأكد من صحة البيانات.
واقعة إزالة مقبرة الشيخ محمد رفعت جاءت بعد شهور قليلة من إزالة مقبرة الروائي يحيى حقي الذي أكدت نجلته نهى أنه بالفعل تم نقل رفات والدها بسبب دخول المقبرة الموجودة في السيدة نفيسة في أعمال الهدم، موضحة أن والدها كانت وصيته الدفن بجوار آل البيت لأنه كان من مريديه.
وكذلك أكد ورثة شاعر النيل حافظ إبراهيم أنه لم يتم إخطارهم بشكل رسمي بإزالة مقبرته، قائلين إن حارس الجبّانة هو مَن أخبرهم. كما ينفي الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، المعني بالحفاظ على المباني التراثية، إخطاره بأي مخططات بخصوص عمليات هدم تلك المقابر.
أيضا عميد الأدب العربى طه حسين لم يكن في منأى عن هذه الأزمة، حيث انتشر على السوشيال ميديا صورا لمقبرته وعليها علامة “إكس”، الأمر الذي أدى إلى خروج أهله مؤكدين أنه ستتم إزالة المقبرة لإنشاء كوبري موضحين أنه سيتم نقل رفاته إلى فرنسا حيث عاش عميد الأدب العربي.
وبعد انتشار شائعة إزالة مقبرة عميد الأدب العربى طه حسين، أكدت محافظة القاهرة ، أنه لم يصدر قرار بإزالة مقبرة عميد الأدب العربي الواقعة في منطقة مقابر قرافة سيدي عبد الله بمنطقة التونسي بالقرب من مسجد ابن عطاء الله السكندري بنطاق حي الخليفة بجنوب القاهرة ولا تدخل ضمن أعمال التطوير التي تتم حاليا.
كل شخص يتمنى أن يدفن بجوار أبيه وأمه وعائلته وفى نفس القبر والمكان الذى يجمع كل موتى الأسرة ولكن مع الوضع الحالى يحدث التشتت وتضيع الذكريات ويتفرق الأموات فى كل مكان .
فقه الأولويات في بلد عريق مثل مصر عندما تتعارض مشروعات بناء طرق أو جسور أو مدّ خطوط قطارات أو أيّاً ما كان مع منشآت ذات طابع تراثي، فليس من السهل علينا أن نتقبل فكرة الإزالة والتشوية مقابل المرور .
مع كل تطوير يصطدم بالحضارة علينا أن نطوع التطوير دون المساس بالحضارة .
إنه يجب الحفاظ على المقابر القديمة، لأنها جزء من تاريخ وهوية مصر . من الممكن أن يكون الغرض نبيل ، لكن لابد أن يتعامل مع هذه الأماكن بشكل جيد . ومقابر الرموز جزء من تاريخ وهوية مصر ويجب الحفاظ عليها .
ومن جهتها، تنفي السلطات المصرية إزالة أي مبنى أثري، مؤكدة أن العمل يجري ضمن مشروع القاهرة التاريخية والحفاظ على تراثها.

ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا

قد يعجبك ايضا
تعليقات