القاهرية
العالم بين يديك

رسالة إلى مجهول لك بخاطري كلمة

252

 

بقلم _سالي جابر

عزيزي؛ بعد خطابك الأخير لي أيقنت مدى الحب والسعادة التي اجتاحت مشاعري، فيضان من النغمات الخافتة في أذني:” إنه يحبك، يشتاقك، يبحث عنكِ…” ردد قلبي أغاني نسجها من دقاته، ألف ألحانها من وهن أضلعه، وها هو الآن يستيقظ على طرقات من الألم..

لقد مسني الخوف تارة، والأنين مرات ومرات، وأصبحت أجيد التساؤل: هل الحب مؤلم أم مخيف؟!

وجدت داخل تلك القسوة والشراسة في كلماته قلبًا هشًا، لا حدود لهشاشته، أراد أن يبكي بين يدايَّ، لكنه أخفى ذاك الضعف بكلمات من نار، كان قلبي من طين وقلبه من حديد، كلما بكت عيني ازدهر قلبي، وصدأ قلبه، لكن قلبه كان يحتل فؤادي، كلما أردت أن أقف على أرض ثابتة، اهتزت من تحت قدمي، وكأن الأرض تحتي رقائق ثلج كلما ظهرت شمس حبه أذابت الحياة، وأضاعتني داخله.

نعم أحببتك ولكن 

عزيزي؛ وأليف روحي وموطني وأماني ومأمني ! آه لو كنت تعلم أنني واثقة بأن خطابتك لم تكن لي، ولكني أتحسس فيها بأطراف أناملي كلمة تتحدث عني، فلم أجد سوى الانتقادات البالية لقلب أبليته بحبك، هل كنت سعيدًا وأنت تقتص مني بأحرف من أنين؟! 

كلما اقتربت منك وجدتك جهنم على الأرض، وأينما دونت عنك أذابت شمس غيابك جليد روحي، أفتقدك ولا يمكنني الاقتراب من موطنك؛ تحيطك شهب الحروف يا ملك الكلمات وأميرها.

أحتاجك، وأحتاج إلى معجزة نبي تحول ضعف قوتك إلى هشاشة تهشم حبي، أحتاج إلى نظرة صائبة في قربك تلوح لي بأنك هنا تريدني، بأنك لن تبتعد، لن تبيع قلبي حينما تضعف.

أنت حين تضعف تخبيء ذاك الضعف في جلباب الهروب، القساوة، السقم… تجيد أن تبقى مكانك في قلبي، وتبقيني أهوى بين أضلعك.

عزيزي، تقبل سقمي حين تجود لي بكرم حبك، وقوتي إن خذلتني للمرة الألف، فلم يبقى في قلبي مكان لأسهمك .

قد يعجبك ايضا
تعليقات