القاهرية
العالم بين يديك

كل شيء على ما يرام

122

شعر/دنياس عليلة من تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس

أجنحة منبسطة
تطير في علو منخفض
تجمّدت فجأة
توقّفت عن التّحليق المنفرد
تذكّرت ما تركته من ريش
وديعة بين الأقفاص…
نهد مترمل طاعن في الحزن
أُطلق اليوم
سراحه المشروط
فانغمس يتعلّم الطّيران
من صغار العصافير…
شبهة من سراب
تلف امرأة بوذية
أتخمها شواء اللّحم على الحطب
نهر مقدّس
يغرق مهرجان
” سواسثاني ” الهندوسي
في السّعادة
آلهة فرعونية
تنفث من فمها أشلاء تميمة
إمرأة مغطّاة بضباب الأبدية
تتسلّل إلى الفراغ البدائي
لتكلم الله دون وساطة…
لاقطة صوت حديثة
تفضح قديسا أعظم
يحسب عدد راهبات الدّير منتشيا
أدركه الشّبق قبل أن تعلن الكنيسة
قداسته المزعومة …!
مفرقعات ناسفة
عطبّها وحي قيتارة نازفة
داخل ملهى ليلي
عطّلها عن الانفجار
فستان راقصة
تتفجًر منه الألوان تلقائيا
ناسفة وجه الجحيم…

تواريخ حمراء
تتسرّب مطأطأة الرّأس
من عمامة مخروقة
موشّمة بالدّم
بينما أسطول أبواق عصريًة
يطلق الضحكات الطويلة
على الرّؤوس الملثّمة
بطيّات كثيفة من الكذب و الجهالة.. !

نار طليقة تحمل على كتفيها
قدر كبير من خرافة مكسّرة
مليء بأقمشة ممزقّة لحور عين…

كاهن أعظم ينام واقفا مثل هبل
بينما تتوهّج أحلام مفاجئة
في عيون كهنة
الجانب الخلفي من المعبد
فتنة عاريّة
ترقد في نعاس ذاك الكاهن … !

معابد من صوان
تخبّئ في حنجرتها
سيمفونية
كونية واحدة…
كائن متحجّر يرفض الإمامة..!
ذاكرة سيف تعتذر من أحشاء ضحيًة
و من عينيها المترعتين بالألم
لغة عجوز تعثر على مفتاحها الصّدئ
تحت كومة من الألغاز
إلاه يذرف الدّمع
يعلق الأرض
فوق سقف غمام زاهد موحّد
يعيد تشكيل كل أنواع الصّلاة
يغير أسماء الأنبياء و لا يبوح بها
يغير شكل خطواتها
خطى لا نهائية إلى أرض الميعاد
كل شيء على ما يرام و أنا كذلك…

هكذا أخبرتني إمرأة
من زمن نبوءات مؤجّلة
أقبلت تغطّي بالحرير
ساحات الوغى…

دنياس عليلة / تونس

قد يعجبك ايضا
تعليقات