القاهرية
العالم بين يديك

الشاعرة الأنيقة حرفا وإبداعا فتحية جلاد من المنستير

251

تحقيق_ سونيا عبد اللطيف من قلبية
متابعة_ عبدالله القطاري من تونس
دخلت عالم الاعلام هاوية في سن الصبا، وهي الان محترفة ومنتجة برامج اذاعية ، بدأت قارئة بنهم للشعر والادب ، تفجرت قريحتها فأمسكت بناصية الشعر وكتبت أجمل القصائد ، نثرا وموزونا ، هي الإعلامية القديرة، المميزة والشاعرة الأنيقة حرفا وابداعا فتحية جلاد بنت المنستير ، لقد استقبلناها ضيفة معززة ّفي نادينا ، نادي الادب بجمعية ابن عرفة الثقافية بالتعاون مع دار الثقافة السليمانية يوم الثلاثاء 23/ 05/ 2023 فتحدثت عن مسيرتها الابداعية مذيعة واعلامية ومنتجة برامج اذاعية ، متوقفة عند اهم المراحل ، ذاكرة علاقتها بعدة وجوه مرموقة من ساحة الاعلام ونوادر عاشتها مع البعض، وخاصة علاقتها بالصديقين الاعلاميين الحبيب جغام وصالح بيزيد، وذكرت بعض اعمالها الاذاعية ، وعلاقتها بالشعراء والادباء الذين خصصت لهم مساحة من برامجها ، وكان قد قدم مجموعتها الشعرية المراة مراة النبوءة الناقد المميز الدكتور حمد الحاجي ، وقد قدم قراءة جامعة ، ناقدة، ثاقبة ، واعية ، هادفة ، متوقفا عند اهم المحطات الابداعية الشكلية والفنية واللغوية والبنيوية والفلسفية التي تميز نصوص فتحية جلاد ، وخاصة ارتباطها بالاسطورة ، ارتباطا وثيقا ، فكتبت قصيد النثر ونثر القصيد وامتدحت كتاباتها بالسرد فكانت جامعة بين القصة والاسطورة والقصيد ،
فتحية جلاد اتجهت الى الكتابة منذ الشباب ، فكتبت عن القضية الفلسطينية ، وكتبت تونس عديدة لكنها تركتها لها ولم تنشرها ولم تبدا بالنشر الا موخرا ، اول مجموعة شعرية ، لها عنوانها شهقة الوجد ثم كتاب شريط الذكريات جمعت فيها اهم الانشطة التي سجلتها مع مبدعين في الاعلام مثل الحبيب جغام وصالح بيزيد ونجوى اكرام صاحبة برنامج العاشرة احترام الجار ، وسجلت معها حوارا مع الشاعرة الرائدة زبيدة بشير ، ولها حوار تاريخي مع المذيع صالح جغام ، باسئلة خشبية ، اكاديمية، خصوصا والمزاحمة وقتها عنيفة بين المذيعين ، وباسلوبها جعلت الضيف يغني وهذا ما جعل الحصة ناجحة وحققت صدى واشعاعا ، كما كان لها برنامج تراثي مدينة من بلادي ، وغيره، الكتاب الشعري الثاني مقلة ميم ، وكتبت مجموعة ثالثة باللغة الفرنسية من جنس الشذرات ، والمجموعة الرابعة هي الانثى مرآة النبوءة ، لوحة غلافها للرسام عبد الرحمان دلدول بتصرف لتتلاءم مع نصوص المجموعة وكانت النصوص الشعرية المقسمة الى اجزاء تبدا برسم خطي ، وكذلك كل نص يتم برسم خطي بمثابة التوقيع في تماهي وتمازج مع مضمون النص وهي فكرة رجاء السعدي، واما
الناقد حمد الحاجي فهو بذكائه اتى على جل جماليات النص بعيدا عن المصطلحات المعتمدة في مدارس النقد مقدما شرحا مفصلا بين السرد والشعر ، ذاكرا كما ذكر الاخرون ان الشاعرة جوالة بين كل الاجناس الادبية ، وقد ركز على الناحية الابداعية في نصوص الشاعرة ، دون اسقاط قوانين مسبقة عليها ، وانفتاح النصوص على عدة فنون واجناس ادبية مختلفة وقد قسم مداخلته الى اربعة خصائص، اولها ما نوع نصوص الشاعرة ،شعرا ام سردا ، الثانية تتعلق بجمالية المكان وكيف يمكن استثمار الاسطورة شعريا بادلة وبراهين ، اذ يعتبر المجموعة الشعرية اسطورة بذاتها ، النقطة الثالثة ، انفتاح النص على السرد ، او ما يسمى تسريد الشعر ، والنقطة الرابعة. ، هي التشكيل الصوري من خلال انفتاح النص على الرسم ، اللوحة ، الفوتوغرافيا ، فالقصائد تشبه اللوحة المجنحة ، لان هنالك خمسة نماذج امتثلت عليها القصيدة النثرية ، اولها ، ملمح الاستعارة ، في البلاغة، التشبيهات، الانزياح، ، التجسيد، التكثيف التصويري، والاندهاش من خلال اقفال النص وكسر افق الانتظار
… ، وتخللت الجلسة الادبية مداخلات شعرية من اداء الشاعرة فتحيةجلاد، لبعض نصوصها الشيقة التي نالت اعجاب الحاضرين من ادباء وشعراء واعلاميين مميزين ، وكانت ايضا مداخلاتهم رشيقة تتعلق بمضمون النقد البناء الذي اجاد الناقد حمد الحاجي في توضيحه بكل دقة وتفاصيل ، وهذا يحسب له ، فقد جعلهم يتجاوبون مع ما قدمه وما سمعوه من نصوص شعرية مختارة من المجموعة، ولمزيد المتابعة لهذه الجلسة الادبية الرائعة ، يمكن العودة الى صحفة الصديق حمد الحاجي او الى اليوتيوب بمتابعة الفيديوهات الموثقة والموقعة باسمي …
لايسعني في النهاية الا ان اشكر كل الاصدقاء اعضاء واحباء نادي الادب والحضور الكريم من الاعلامين الحبيب جغام ، صالح بيزيد ، والفنان الهاوي زياد العيار ي الحريص على الحضور معنا ، واتحافنا بما جادت حنجرته من غناء،
شكرا دار الثقافة السليمانية على التعاون و توفير الفضاء ، شكرا جمعية ابن عرفة والشاعر سوف عبيد على الثقة والتشجيع ، شكرا كل المتابعين لي على المحبة والتقدير والتحفيز ، دمتم لي خير سند
نرتقي ، نلتقي، ، لنؤسس ادبا افضل

سونيا عبد اللطيف
تونس 24 /05/ 2023

قد يعجبك ايضا
تعليقات