القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أم كلثوم تستضيف كبار بلا مأوي 

216

بقلم  د. مايسة إمام 

في زيارة ليست الأولى لي للمكان ولكنها الأولي في طبيعتها حيث لم تكن مجرد زيارة للتبرع والمساعدة فقط ، لكن كانت لسبر أغوار هذا الكهف الملئ بمزيج من مشاعر الحب والحنان والانكسار والرضا والقناعة والحزن .. 

إنها دار أم كلثوم لرعاية الكبار بلامأوي ( عقيلة السماع ) والتابعة لوزارة الشئون الاجتماعية والتي يرجع تاريجها لعام 1973 حيث تبرعت كوكب الشرق أم كلثوم بهذه القطعة من الأرض بمنطقة حلوان ليتم تقسيمها لثلاث أجزاء الأول للمسنين والثلني كبار بلا مأوي والثالث مشغل وورشة تعليم الخياطة والتطريز ومحو الأمية

 اختلفت هذه المره اختلافا جذريا حين قررت أن اتعرف علي الجانب الخفي من حياة بعض نماذج النزلاء وظروف كل منهم وأجريت معهم حوارا عن طبيعة إقامتهم ومدتها لأتأكد إذا ماكانت الدعم المقدم والمعونات تصل لهم أم لا أو كانوا ممن يستحق أصلا أم لا واحقاقا للحق قوبل اقتراحي بترحيب من مسئولي الدار جميعا خاصة المشرفة علي المكان والتي صاحبتني في الجولة وتعرفت خلال الزيارة علي بعض النزلاء ودار بيننا حوار ودود جدا لم يسفر عندي إلا عن نتيجة واحدة وهي أنهم كبار صغار بلا مودة ورحمة وليس المأوي فقط هذا هو مايحتاجون إليه حقا 

ومن خلال حواري مع الأستاذة  ألفت محمد مشرف الدار

والأستاذ / سيد رجب المدير التنفيذي

أفادا بأن من أهم المشكلات التي تواجههم بالدار :

1- عدم وجود بطاقات علاج تأمينية للنزلاء مما يجعل علاج بعضهم من الأمور الصعبة وكذلك إجراء بعض العمليات الجراحية ذات التكلفة العالية والتي لا تتم إلا بالجهود الذاتية من أهل الخير

 

2- وجود بعض الحالات التي تحتاج لمتابعة نفسية مستمرة رغم عدم ادراجها ضمن المرضى النفسيين ويصعب وصف عقاقير لهم تناسب حالتهم

3- رفض بعض أهالي النزلاء تسلم ذويهم بعد الوفاة لدفنهم رغم تكفل الدار بنفقات الغسل والكفن وسيارة نقل الجثمان مما يفرض عليهم ضرورة وجود مقابر صدقة لدفن الموتي والتي لا تتوفر بسهولة لارتفاع ثمنها ، ورغم ذلك تقوم الدار بالدفن في المقابر المخصصة لها حيث تمتلك اثنين منها ولكنها لا تفي بالغرض خاصة عند تقارب الفترة الزمنية للوفيات 

4- عدم تفهم بعض المتبرعين لطبيعة الدار ونزلاءها واصرارهم علي تقديم المساعدات في شكل وجبات مطهوه فقط اعتقادا منهم أنها الأصلح والأفضل في حين أن الوجبات والأطعمة قد تتوفر يوميا وتحتاج الدار لأشياء أخرى للنزلاء كمواد النظافة والتعقيم من صابون وديتول وخلافة أو مواد علافة جافة أو أدوية وملابس وغيرها 

ولكن يصر المتبرع ان يكون تبرعه بالاطعمه فقط أو أن يقدم الوجبة بنفسه للنزلاء مما يتسبب في كثير من الهرج والاضطراب بينهم حيث يعاني بعضهم يعاني من الزاهيمر أو غيره من الحالات النفسية التي تجعل التعامل معهم لابد أن يتم بشكل خاص 

5- بعض نزلاء الدار فاقدي الأهليه وليس لديهم بطاقات شخصية لأنها فقدت قبل العثور عليهم وتسليمهم للدار وحين يذهب مندوب من الدار مع النزيل لاستخراج بدل فاقد من السجل المدني يقابل الطلب بالرفض لضرورة وجود أحد الأقارب كضامن في حين أن معظهم لايتذكرون من هم ولا ذويهم أو يرفض الأهل استلامهم واتمام هذه الاجراءات مما يسبب مشكلة كبيرة للدار في اتمام الأوراق الخاصة بالنزيل خاصة في حالات الوفاة 

6- خلال الثلاث سنوات الماضية ومع جائحة كورونا والتي تسببت في تردي الحالة الاقتصادية العالمية وليس مصر فقط عانت دار أم كلثوم من عدم وصول الدعم المادي لها من الوزارة بشكل كاف مما تسبب في زيادة مديونية الكهرباء والمياه علي الدار وكذلك قلة التبرعات خلال هذه الفترة نتيجة الحظر ساهم في تضاعف المبالغ المطلوب تسديدها 

والأمر المثير للدهشة والاستغراب أن كل من الإدارتين الكهرباء والمياه ترفض أن يقوم أحد المتبرعين بسداد جزء من مبلغ المديونية علي سبيل الصدقة وتصر أن يكون الدفع لمبلغ المديونية بالكامل والذي يصل لحوالي 100 الف ج مصري فهل يعقل هذا ؟!

– كلمة حق لا أرجو منها جزاء ولا شكورا ، دار أم كلثوم لرعاية الكبار بلا مأوى كيان اجتماعي يحتاج من الدولة لإعادة نظر وتنظيم وتعديل لللوائح ، تحتاج لمزيد من الاهتمام والدعم المادي والصحي والنفسي لروادها الذين يصل عددهم لحوالي 73 نزيل مابين نساء ورجال ، ويقدم موظفيها ومشرفيها وعمالها كل مالديهم لتظل الدار قائمة تخدم من لفظهم المجتمع ونفر منهم ذويهم إما لظروف إجتماعية أو حالات مرضية ونفسية

نزلاء دار أم كلثوم الذين لا حول لهم ولا قوة يستحقون أن ننظر لهم بقلب الإنسان وخلق المسلم الذي لا يرضى لأخيه المسلم العوز والحاجة ، وباسمهم جميعا ادعوا الجميع لزيارة هذا المكان والتعرف علي من فيه ومافيه ليعلم كم النعم التي يحيا فيها ويستمتع بها دون أن يشعر  

كل التحية والشكر لإدارة الدار علي مجهودها العظيم رغم المعوقات والامكانات المحدودة جدا جدا وعراقيل الروتين وتضارب القرارات ونرجو من السادة وزراء الصحة والكهرباء والسيد محافظ القاهرة سرعة التنسيق مع وزارة الشئون الاجتماعية لحل مشكلات كبار بلا مأوي 

عنوان دارأم كلثوم لرعاية الكبار بلا مأوى

حلوان طريق الكورنيش بعد نادي التصنيع 360 مباشرة 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات