بقلم /أميرة محمد
حين يجتاحني الحنين إليك أراك حولي وإن لم تغيبي ، أرى يدي الصغيرة وهى تحتضن يدك وقدماي التي تتمايلان حولي فرحا وبهجة بخروجي معك وكأني أداعب الأرض تمايلا وفخرا .
أرى قلبي الذي يحتويك وتحتوينه فأنت الوطن وأنت
المحتل فلا وجود لأحد سواك ففرحة قلبي تعلو صوتي بوجودك و طفولتي المعهودة تعلو رزانة روحي بجوارك وجنوني البريء يعلو رجاحة عقلي بصحبتك .
أرى صباحك المختلف المفعم برائحة خبزك وطيب طهيك وطعامك المعطر بحلو لسانك فحين تضعين يديك تصنعين طيب ليس يشبه أي طيب .
أرى عينيك تحتضنني وأنا جالسة وأنا نائمة وأنا أدرس وأنا أعانق النجمات فاذهب هناك فتسافري معي بعينيك خشية أن أرتطم بسحاب لا أعلم عنه شىء فقد كنت دوما مهما كبرت طفلتك المدللة النقية التي لا تعلم عن العالم شىء.
أرى ضحكتك حين اتسلق ظهر خزانة الملابس لأتصفح كتب أبي وإن كنت أجهل ما بها من علم حينها إلا أني أرى فرحتك العارمة حين ترين ذوقي ونفسي تهوى القراءة مثله فتوعدك لي لهروبي منك إليه كان توعد باحتضاني حين أهبط بعد أن أفرغ من قراءات أفهم بعضها وكثيرا لا أفهم فادخرتهم في خزانة عقلي
أرى مصلاك و أنت تناجين ربك ليلا تضرعا وخيفة وحبا وثقة فيه فأسمعك تقولين إنها ابنتي طفلة مهما كبرت لا تعلم عن الحياة شىء قرب لها كل جميل وأبعد عنها كل شر واصرف عنها شر خلقك فهى لا تعلمهم .
أرى أم أمها حين تقولين لي مداعبة لا تتركيني كوني معي بكل مكان وزمان وإن رحلت لا تتركيني وحدي اجعلي لي في قلبك مسكنا وحياة.