د. إيمان بشير ابوكبدة
شلل النوم هو حالة مزعجة للغاية المتمثل في امتلاك عقل نشط وواعي، ولكن لا يزال غير قادر على تحريك الجسم أو التحدث أو القيام بأي نوع من الحركة. علاوة على ذلك، يمكن أن تحدث الهلوسة.
تحدث النوبات عادةً أثناء الانتقال بين النوم والاستيقاظ، أي عندما يستيقظ الشخص أو ينام.
الشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه على الرغم من أن العلم قد أوضح بالفعل أسباب هذه الظاهرة، إلا أن الباراسومنيا (الاسم الذي يطلق على اضطرابات النوم) لا يزال حيا إلى حد كبير في الخرافات والمعتقدات المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
شلل النوم في الثقافة
في السابق كان هناك أي نوع من التفسير العلمي لشلل النوم – الذي بدأ يحدث خلال عصر النهضة – كان يُعتقد أنه سببه السحرة الخبيثون. من المحتمل أن أي شخص تظهر عليه الأعراض كان يهيمن عليه السحرة.
تمكنت البروفيسورة أليس فيرنون ، مؤلفة كتاب Night Terrors، من الوصول إلى وثائق من المحاكمة ولاحظت أن العديد من التهم تنطوي على مواجهات مع “الساحرات” مرتبطة بنوبات من شلل النوم..
السينما مساحة أخرى تتجدد فيها الخرافات حول السحرة وشلل النوم باستمرار. في فيلم بابادوك عام 2014، أصيبت شخصية إيسي ديفيس بالشلل في السرير أثناء مشاهدة الوحش وهو ينزلق إلى غرفتها.
تجديد الخرافات
ما لوحظ،هو أن الخرافة حول شلل النوم تجدد دائما من خلال الخيال. في كل مرة يظهر الاضطراب في الكتب والأفلام ، يتم تصويره بطريقة تطمس الخطوط الفاصلة بين “البطل” و “الساحرة” – حتى لو كانت الأخيرة شخصية متخيلة فقط.
في الأعمال، تظهر المشاكل العاطفية للأبطال من خلال “الشياطين” التي تظهر في شلل النوم. وهذا يعني أن الإرهاب – الذي يظهر في الفضاء الشخصي والداخلي للمنزل – سيكون شيئا من صنعنا نحن و “الوحوش” الداخلية لدينا. والمشكلة في كل هذا هي خلق وصمة عار حول ظاهرة جسدية وليست نفسية.
نعيش في وقت يوجد فيه الكثير من القلق بشأن النوم. تمت دراسته من قبل علم الأعصاب وهناك نقاش مستفيض حول العادات المحيطة به، مثل ما يسمى بـ “نظافة النوم “. على الرغم من أننا ابتعدنا مؤقتا عن الوقت الذي كان يُنظر فيه إلى النوم على أنه شيء غامض للغاية، إلا أن شلل النوم يظل داخل الخيال كشيء له تفسيرات خارقة للطبيعة.
