القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ماكس هرتز وقلعة قايتباى وإنقاذ ما يمكن إنقاذه

153

نهال يونس

ماكس هرتز يهودى الديانة مجرى الجنسية ترأس لجنة حفظ الآثار العربية بالقاهرة وساهم فى انقاذ الكثير من الآثار بترميمها وصيانتها
وأنقذ قلعة قايتباى بالإسكندرية من الهدم فما حكاية ماكس هرتز مع قايتباى وقلعته ؟
الحكاية نعرفها من خطاب أرسله ماكس هرتز لصديقه فان برشم غالم الآثار الكبير يقول ماكس فى خطابه

عزيزي السيد «فان بِرشِم»، (…) بدايةً، دعني أجيب على بطاقتك البريدية؛ أرى أنك متحمس لتعرف شيئا عن التاريخ الحديث لـ «قلعة قايتباي». نعم، إن هذا الأثر المثير للاهتمام، والذي يقف في موقع تاريخي عتيق، قد فقد شكله الجميل الذي أمتع كل زائريه فيما مضى. وسقط ضحية الإهمال مثل أشياء كثيرة في هذا العالم. هذه المرة كانت رابطة ضباط الجمارك – يطلق عليهم هنا اسم “خفر السواحل”- هم المسئولون عن هذا التخريب. في 1904، تلقيت استفسارا من «بروفسير شفاينفورث» في الإسكندرية عما إذا كنت علمت بأن هدم قلعة قايتباي قد بدأ. أذهلني الخبر. وفكرت أن أي قلعة -بغض النظر عمن يملك زمام أمورها- هي أمر يخص وزارة الحربية. لذلك قمت بزيارة وزارة الحربية لاستيضاح الأمر. فأخبروني أن وحدة ضباط الجمارك كانوا قد تقدموا بطلب لإجراء بعض الأعمال بالقلعة. فطلبتُ أن تصدر الأوامر بشكل عاجل للعمال، بالتليغراف، بتعليق أعمالهم حتى تُقدم « حفظ الآثار العربية » طلبا بتقرير مكتوب عن الأمر. وتم ذلك بالفعل. ثم سافرت إلى الإسكندرية ورأيت الدمار. لقد هُدم الرواق (الدائري) المهم المحيط بالنواة الداخلية للمبنى بشكل كامل. وحجتهم أن حالته كانت سيئة للغاية. ثم أدركت من المراسلات بين “القائمقام” بالإسكندرية ووزارة الحربية أن قرارا قد اتخذ بهدم القلعة بالكامل فيما عدا المسجد الصغير. وتم اقتراح أعمال كثيرة ظريفة بديلة، أعمال كان لها أن تكون موضع فخر للقائمقام لولا الخطر الذي أصبح الأثر فيه. تمكنت أن أقنع الضابط أنه لا خطر ولا حاجة للمزيد من الهدم. واتفقنا أيضا على عدم وضع أي ملاط أو تغطية، وعلى أن تسلّم أي أعمال إضافية إلى «لجنة حفظ الآثار العربية». وافق الضابط، ووزارة الحربية كذلك، وبذلك أصبح بإمكاني أن أجري أعمال الحماية للمسجد ولتلك الأماكن التي كان التدخل فيها ضروريا. واكتملت الأعمال منذ أيام.”
الحمد لله قلعة قايتباى ما تزال قائمة وبخير بفضل الله وجهود لجنة حفظ الآثار العربية وأعضائها المصريين والأجانب.

قد يعجبك ايضا
تعليقات