القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الخديوى إسماعيل والأزبكية

98

نهال يونس

اذا كانت الازبكية تنسب الى الأمير ازبك من طخطخ الذى عمرها وحولها من مجرد بركة الى حى عمران جميل تنافس الناس على سكناه والتنزه فيه
فإن الخديوى إسماعيل قد جعل من الازبكية أكبر حديقة ومتنزه بل وجعلها قبلة للفن بما شيده من مسارح ودار أوبرا وغيرها
فماذ فعل إسماعيل بالأزبكية حتى صارت من أجمل مناطق القاهرة ؟
أقدم إسماعيل على الأزبكية يريد تحويلها على شاكلة حدائق باريز ، فخرج إلى الوجود بستان من أبهج المنتزهات تنيره الأنوار الغازية وتزينه النافورات والمنائر الصناعية، وتتلوى فيه البحيرات الصافية، تبلغ مساحته ثمانية عشر فداناً، وأحاطه بسور جعل له أربعة أبواب كبيرة ما زلنا نراه لليوم، وجئ لهذا البستان بأشجار من الصين والهند والسودان والمناطق الاستوائية، وغرست فيه الأحراش الغزيرة والأنواع المختلفة من الأزهار، ووضعت في بركة أنواع عديدة من الطيور المائية والأسماك.
وفي عام 1872 احتفل بافتتاح البستان رسمياً، وحضر الاحتفال الخديوي إسماعيل، وكبار رجال حاشيته، وأعيان القاهرة ، وأطلق على هذا البستان حديقة الأزبكية.
ثم أقبل على الحي المحيط بالمنتزه ملكية منازله الخشبية وأزالها ووهب الأرض التي كانت قائمة عليها، هبة لمن شاء التعهد بإقامة مبان فخمة عليها تتفق مع القاهرة الإسماعيلية التي رغب إنشاؤها وجعل ميدان الأزبكية مركزاً للأحياء الجديدة التي وضع تصميمها فأوصله بالموسكي شرفا واتجه إلى غربية فأزال ما كان يعرب بباب الجنينة وخط إلى جنوبه يميل نحو جهة الغرب الأحياء البديعة المعروفة إلى اليوم بأحياء التوفيقية وعابدين والإسماعيلية، بعد أن أقام في طرف الأزبكية الجنوبي المسرحين الفخمين وهما المسرح الجديد والأوبرا.
واختط في تلك لأحياء الطرق العريضة الظليلة الواصلة بين جهاتها المختلفة، تلك الطرق التي بالرغم عن كل ما استحدث بعدها، ما تزال من أهم مسالك القاهرة، وأكبر شرايين مواصلاتها، واهمها شارع عبد العزيز – والشارع الذي أقام نوبار باشا فيه قصره الفخم، فسمي باسمه من ناحيته الشمالية (شارع إبراهيم باشا) وشارع كوبري قصر النيل وشارع سراي الإسماعيلية غرباً وغيرها مما امتازت به القاهرة الإسماعيلية.
اما جنوبا فقد زين جوانبها الأفاريز ومدت في أرضها أنابيب المياه، واقيمت عليها أعمدة المصابيح الغازية، وسكن حي الإسماعيلية الأمراء والأعيان.

قد يعجبك ايضا
تعليقات