القاهرية
العالم بين يديك

علي البديوي يكتب جرائم بإسم الحب

308

 

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة على مجتمعنا الا وهي ظاهرة القتل بدافع الحب ،حيث إنتشرت في المجتمع المصري حوادث وقضايا القتل المتكررة من الشباب للفتيات من أجل الحب ،أي حب هذا الذي يدفع الحبيب لقتل لحبيبه؟
فالحب شئ جميل، ولكن يجب أن يكون في إطاره الصحيح ،ومتبادل بين الطرفين،فالحب أسمى شعور يمكن أن يشعر به الإنسان،ولكن يتطور عند بعض الأشخاص لتعلق شديد بشكل مبالغ فيه ،وبالتالي مع وصوله لمرحلة العشق يبدأ في الوصول لدرجة من درجات المرض النفسي حينها يسعى إلى إرضاء حبيبه بشتى الوسائل مع إنكاره لذاته فلا يتوقف عن تضحياته ،ولكن ماذا يحدث حين يتحول الحب إلى انتقام ،لقد شهدت الفترة الأخيرة وقوع عدة جرائم بإسم الحب راح ضحيتها فتيات في مقتبل عمرهن حيث كانت البداية بقتل طالبة المنصورة نيرة أشرف على يد زميلها محمد عادل عندما وضع مخططه الإجرامي في هدوء لإنهاء حياتها عندما أرسل لها رسالة تهديد بذبحها ،بعدما تعرف عليها كزميلة له في كلية الآداب بجامعة المنصورة ،ونشأت بينهما علاقة عاطفية إلا أنها سرعان ما تنصلت منها ،فقرر التخلص منها ،وعلى غرار تلك الجريمة هدد إسلام محمد الضحية سلمى بهجت بذات مصير طالبة المنصورة نيرة أشرف بعدما رفضت علاقته بها والتهرب منه فبالرغم من خوفها من تهديده إلا أنها رفضت الاستمرار في العلاقة معه فقرر تنفيذ تهديده وقتلها ،فقد أثارت الجريمة غضبا واسعا في المجتمع المصري الذي لم ينس بعد جريمة قتل فتاة المنصورة بنفس الأسلوب والأسباب تقريبا .
وبعد ذلك نأتي لخلود بنت بورسعيد حيث شهدت أيضاً محافظة بورسعيد وقوع حادث مأساوي بإسم الحب حيث أقدم شاب على إنهاء حياة خطيبته لرفضها إستكمال فترة الخطوبة وإنهاء الارتباط به وذلك عن طريق ضربها بألة حادة على رأسها وخنقها حتى فارقت الحياة دون أن تهتز له شعرة واحدة ،وعلي هذا الغرار ظهرت نيرة أشرف جديدة.. حيث شاب يعتدي على فتاة بسكين بمحيط آداب المنصورة حيث تعرضت طالبة تدعى سلمى للاعتداء على يد شاب بشارع كلية الآداب ، وذلك بعدما استخدم الشاب سكينًا وسدد لها عددًا من الطعنات بدعوى وجود خلافات سابقة بينهما إثر انفصال خطبتهما.فما السر وراء هذه الجرائم ؟

من واقع عملي رئيساً لقسم الحوادث ومتابعاً للتفاصيل، فإنني أري أن من أهم هذه الأسباب، إنتشار أفلام العنف والإثارة وإظهار بطولة البلطجي وانتصار الشر على الخير،

وغياب دور الأسرة فقد ضلوا الشباب الطريق ولم يجدوا من يرشدهم إلى طريق الصواب ،ولم يجدوا التوجيه الصحيح من الآباء والرقابة الأسرية.
ويرجع ذلك إلي التفكك الأسري وعدم توجيه الأهل لأبنائهم إلى طريق الصواب، حيث أصبح الآباء يقومون بمهامهم الأسرية عبر مواقع التواصل الإجتماعي والإطمئنان علي شئون أبنائهم من خلال اللايك ، أوالشير، أو داخل الشات الإلكتروني، وإهملوا دورهم الأساسي ، ونتيجة ذلك ضل الشباب والفتيات الطريق وإنحرفوا عن القيم والمبادئ.

فدور الأب مراقبة الأبناء ومصاحبتهم حتي يعرف عنهم كل كبيرة وصغيرة وتقوية العلاقة بينهم ، وزرع المبادئ والقيم الحسنة فيهم، وتعليمهم امور دينهم،
وتخصيص وقت للإستماع لهم ولمشكلاتهم بأسلوب راق بعيدا عن الصراخ والتوبيخ، التواجد في المنزل معهم قدر المستطاع فنحن افتقدنا دفء الأسرة منذ وقت كبير والتجمع حول الأب والأم والإستمتاع بالوقت.

وأخيراً لابد أن يُفعل الأب دوره في الأسرة ،وأيضا الأم بدورها الأ وهو إحتواء الأبناء وقتها سوف يتم تحقيق المعادلة الصعبة وإنشاء جيل حاملاً للقيم والمبادئ يتقون الله ويخافون يوم يرجعون فيه إلي الله.

قد يعجبك ايضا
تعليقات