القاهرية
العالم بين يديك

رسالة إلى مجهول

336

بقلم/ سالي جابر
عزيزي أهلًا؛ أرخيت يدي وتنفست الهدوء بعدما امتلأ قلبي بضجيج حبك، وبعد ثلة من الأيام أدركت أنني في المنتصف المميت؛ لا أريد الحديث معك لكني أتوق لمعرفة أخبارك، لسماع حديثك وكيف صار يومك، أتأهب لرؤيتك وكأنك العيد، أمشط شعري وأزينه بزهور الفل والياسمين، أسكب عطري عليه، وأضع معطفي على كتفي و أتجمل بالحب، وأنثر عطر الحنان على جسدي، أحلم بارتخاء يدي بين راحتيك… ثم أعود بعقلي إلى تلك النقطة التي تركت فؤادي عندها، ليعود فارغًا منك رغم أنك ضعفه وقوته.
لا أنكر حبك ولا أفصح به، فاليوم أنا في المنتصف حينما أكملت خوفي دونك، ولملمت أوراقي المبعثرة دونك، واستعدت الذكرى التي كنت تقطنها وألقيت بها في جيوب معطفي المهترئ في خزانتي البالية .
اختر مكاني عندك ولا تعد إلىً فارغًا، عد إما بيد تحتضن حياتي أو بيد ممتلئة بذكراي، إما تعود وتبقى، أو تغدو ولا تعود.
أدركت اليوم يا عزيزي أنني في منتصف كل شيء، الحب، القوة، الحياة، الموت… لا تسألني عن حالي عندما تعود؛ لأني سأقول بخير، وتلك كلمة لا تُقال بين المحبين ونصمت بعدها، بل نقولها ونزيدها بالقول الذي يفصل الكلام، بحكايات، بأحداث مفرحة، أو مؤلمة…لا نصمت يا عزيزي.
لم يعد قلبي مكللا بالحب قدر ما صار مكبلا بالحزن، حين أبلغته ببقاءك على العهد، وانفرط العقد، تشابكت خيوط الصمت وبات الكلام محالا.
لك مني السلام يا موطن الحب، يا سكينة الروح، سأظل كما أنا وإن طال العهد.

قد يعجبك ايضا
تعليقات