القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ماهية اليتيمية والأميرة دعد

214

الكاتب الشاعر/ ناجح أحمد 
هناك قصة مثالية حدثت بين تهامة ونجد ، علمت الأجيال الكثير من الحكمة والمتمثلة في الأميرة دعد والشاعر ذي الإبداع الشعري القياسي المتمثل في قصيدة اليتيمية والتي تعد مرجعًا يُدرس بروعة الشخصية البطولية للشاعر التهامي العبقري الفذ دوقلة المنبجي ، والتي تغلبت على شخصية عنترة بن شداد الذي تحدى كل البشر والشجر والحجر والبيئة والمجتمع الذي كان يرفضه زوجاً لعبلة نظراً لمقاييس وعادات وتقاليد القبيلة ، مع ما توافرت في عنترة صفة الشاعرية فطلب منه النياق الحمر و الآن بعد تغير الزمن تعاد الأحداث وتتكرر لتعيد نفسها لكنها بطريقة حضارية مختلفة ؛ نظراً لاختلاف الثقافة والبيئة والعصر ، لكن من المفارقات الغريبة والحزينة ، نجاح عنترة وفوزه بعبلة ، و قتل دوقلة التهامي على يد أعرابي سرق منه قصيدته ذاهبا للأميرة العربية – التي أبت الزواج إلا بمن هو أفصح منها يأتيها بقصيدة في وصفها- لكن دهاء وفصاحة ونبوغ الشاعرة الأميرة دعد بحكمتها علمت باحتياله بمجرد قوله : “إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ” ؛ فأمرت بقتله ، وقالت: “اقتلوا من قتل بعلي” .
ومع أنني أميل للرأي القائل بافتراضية القصة جُمْلةً وتفصيلا ؛ وخاصة ونحن في العصر الأموي ونسبت أيضا للعصر العباسي الأول ؛ فقد اتجهنا للعودة بالأدب والشعر العربي الأصيل وأغراضه القديمة ؛ لإلهاء الناس عن قضايا سياسية واجتماعية تستوجب العزوف عن مجرد التفكير فيها ، ولقد اشتهرت القصيدة التي قتلت صاحبها وهي أكثر من 60 بيتا ، سميت الدعدية واليتيمية والكاملية ، و وصفت الأبيات وصاحبها بالرجولية العفيفة الحكيمة الرائعة ؛ فاستنكر الكثير على أن تنسب للشاعر بعض أبيات الساقطة.
ونقلت واخترت بعض أبياتها الجميلة:
لَهَفِيْ عَلَى دَعْدٍ وَمَا حفَلت
إِلّا بحرِّ تَلَهُّفِيْ دَعْدُ
بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديمَ
الحُسْنِ فَهُوَ لِجِلدِهَا جِلدُ
وَيَزينُ فَودَيْهَا إِذَا حَسَرَت
ضَافِي الغَدائِرِ فَاحِمٌ جَعْدُ
فَالوَجْهُ مِثْلُ الصُّبْحِ مِبيضٌ
والشَّعْرُ مِثلُ اللَيلِ مُسْوَدُّ
ضِدّانِ لِمَا اسْتُجْمِعَا حَسُنَا
وَالضِدُّ يُظْهِرُ حُسْنَهُ الضِّدُّ.
(الأبيات منقولة من قصيدة اليتيمة لدوقلة التهامي)

قد يعجبك ايضا
تعليقات