القاهرية
العالم بين يديك

رثاء زوجة أخي

1٬170

بقلم/سامح بسيوني

أحقًا تركتينا بلا وداع، وخفق القلب وانكوى بلوعة الفراق.

كنت حقٌا نعم الأم وعوضُا عن قسوة الحياة، تركتِ فينا جرحٌا عميقٌا لا يعلم مداه إلا الله ،وأناجيه أن يلهمنا الصبر والسلوان.

وقفت أمام الديار أبكي على الأطلال، وأتذكر ما مضى من الذكريات، ونتطلع سويٌا للحاضر المجيد، ونستمتع لعذوبة صوتكٍ ووداعة مجلسكِ الجميل.

كنت أصغى لحديثكِ وذكريات ما مضى من الأحلام، تمزقت برحيلكِ أوصالي وتجددت أحزاني.

رحلتِ عنا وأصبح الفؤاد بالفقد ملتهب بالأشواق، ببعدكِ مُزق صدري وجدد ما بقى من الأحزان.

أبكي من أعماق قلبي وهو سقيم، وجرت العيون بالأنهار أدمع وهيام.

أحقٌا تركتينا بلا وداع؟!

كنتُ أنتظر دومٌا رنين هاتفكِ فكان يبعث في القلوب ابتهاجًا و إسعادٌا، فصمت الهاتف بعد الرحيل فكأنه يشكو لي بعبرة وهمام.

كنتِ مصدر الحنان والعطاء، أتذكر وأنا صغيرٌ كنت أرجع من مدرستي إليكِ فكنت أرى فيكِ لهفة الأم وعبير الأشواق.

وأتذكر شبابي عندما شرعت في الزواج، وأردت أن أبلغ أخي فكنتِ محطة عبوري لإخبار أخي فكنتِ مستودع أسراري.

ومرت الأيام ورحل أخي الحبيب، فكنتِ عوضٌا لنا عن غياب الأخ، كالجناح لطائر ضعيف كُسر منه الجناح

تعلق أبنائي بكِ فصرت لهم جدة يلهفون لها بحب واشتياق.

أحقًا تركتينا بلا وداع
وورينا الثرى بأدمع واشتياق
فهنيئًا لك جنة الخلد بإذن من الرحمن
وستظل ذكراكِ فى القلب مادامت الحياة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات