القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

سمير شوشان أول فنّان تشكيلي يستوحي لوحاته من الشّعر والمسرح

209

متابعة،_عبدالله القطاري من تونس

سمير شوشان فنّان تشكيلي تحدّى نفسه وتجاوز الصّعاب من أجل إثبات ذاته في وجود الفنّ التّشكيلي بربوع البلاد التونسية .
هو ملك الألوان يرقص على اللًوحات رقصة الوتر على الكلمات ورقصة الألوان على الذّات .
بدأ رحلته مع الرّيشة والألوان منذ الصًغر وفي سنً المراهقة حلّق في سماء الإبداع .
كان يقرأ الشعر ويجسّده في لوحات زيتية تعبّر عمّا يختلج في ذاته من معاناة واغتراب .كما جسّد الأبعاد الذاتية العميقة في مختلف اللّوحات .فاللًوحة بالنًسبة له هي الصّديقة والحبيبةوخير أنيسة .
هو فنًان عصامي أثّر ذلك على ذاته فكان الرّسم منفذا له للتًحرر من مكبّلات الواقع الاجتماعي والواقع الفنًي في تونس .
فصّرح أنّ اللّوحة لا بدّ ان تكون فيها أبعادا عميقة فقبل الولادة هناك مخاض وبعد المخاض تاتي رقصة الحواس مع رقصة الألوان مع رقصة الذّات لإضفاء الحركية على اللًوحة وجعلها تتحرّك و”دهشة الرًوح” هي فلسفة الحياة الذًاتية التي لا تفارق كل لوحة رسمها .
سمير شوشان “صاحب الرّقصة الثّلاثية …الألوان والجسد والكلمة
وهو يمزج الشعر بالرّسم وهذه عيّنة
من أشعاره:
خذيني
خذيني الى حيث لا أعرف أين أمضي
الى عالم من خرافات الى مسبح
سرمدي الجمال
لأسبح فيه بكل جنوني
وثوب الزفاف يزيدك ألوانا وسحرا
خذيني ….خذيني ….
الى حيث أجهل نفسي
وأنسى كياني
لأخرج من بطن أمّي
وأستنشق من جديد
براءة الطّفل بين يديك
كم جنت من رمّان
ولا تعرف لوحتي وريشتي والواني
الى أين أمضي
خذيني
بسرعة البرق …وانتشليني
خذيني إلى شعلة من حنين
وبركان حبً ولين
يحطًم صخر الثّلوج
لابني على ومضة الدًفء
خيمة عشقي
خذيني لنفجّر الارض ألوانا وعشقا
بقلم /سمير شوشان
ويقول الفنّان الحرفي سمير شوشان
في شأن الثقافة:
تعيش الثقافة التونسية والعربية في حالة من الانفصال عن الواقع فلم تعد القصة والقصيدة واللوحة تعبّر عن الواقع التّونسي والعربي المعاش، وفي الوقت الذي تعبّر فيها الصحافة حسب طاقتها وطاقات الأقلام المسحوقة عن معاناة الشّارع وإحباطات الإنسان، إلاّ أن رموز التّعبير الأوّلي ما زالت بشكل أو بآخر بعيدة عن نبض الشّارع،وهذا ما نلحظه ونعانيه في مجتمعات العالم الثالث.
دار نجمة للفنون والحرف تقع في المدينة العتيقة بالباب القبلي سوسة
مفتوحة للعموم وهي ورشة خاصّة بالأستاذ الرسام سمير شوشان من مجهوداته الفردية تدرّب فيها أيضا روادها الرّسم والموسيقى والمسرح
وسمّاها “نجمة”تكريما لوالدته نجمة.
وكان الفنّان يحاول دائما لمّ شمل الفنّانين التّشكيليين والأكادميين والعصاميين لتبادل الخبرات إلا أن محاولاته كانت تبوء بالفشل.
له حلم سمّاه”دهشة الرّوح”يريد أن يحققه في الخارج في شكل رواق يرتكز على حركة الجسد والألوان بتقنيات مزدوجة.
ومن الصعوبات التي تعيق تطوير الفنّ التّشكيلي في تونس أنّ سلطة الإشراف تتعاون مع رسّامين معيّنين وأقصد بذلك أصحاب الوظائف القارّة الذين يتقاضون أجرا.
أمّا الرّسامون الذين يقتاتون من فنّهم ببيع لوحاتهم المنجزة فإنّهم لا يحظون بالتمويلات اللاّزمة ، إلى جانب صعوبات أخرى يطول ذكرها.

قد يعجبك ايضا
تعليقات