القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

تصالح معرض الكتاب مع الأدب الشّعبي

151

بقلم للدكتور/بلقاسم بن جابر من تونس
متابعة عبدالله القطاري من تونس

متابعة عبدالله القطاري من تونس
تصالح معرض الكتاب مع أدبنا الشعبي منذ دورات سابقة واحتفى بمائوبة الرائد محمد المرزوقي في عهد إدارة الأستاذ الرائع شكري المبخوت وترسخ هذا الاهتمام مع تولي الأستاذ الجليل سي مبروك المناعي إدارة المعرض في السنة الفارطة وهو الشغوف بالأدب الشفوي والخبير به.. وتواصل الاهتمام مع إدارة الأستاذة القديرة زهية جويرو التي تواصلنا معها ومع الأستاذ الجاد سي العادل خضر فرحبا ببرنامج الإتحاد التونسي للشعراء الشعبيين ومؤلفي الاغاني واقترحا جمع الندوة الحوارية حول آفاق التجديد في الشعر الشعبي التونسي مع القراءات الشعرية لنخبة متميزة من شعراء تونس
وكانت الندوة الحوارية ثرية منهجا مقاربة وطرحا لإشكاليات التجديد أداراها الأستاذ الباحث بلقاسم بن جابر وقدم الأساتذة فطرح الدكتور محمد النوي مفهوم التجديد الشعري واصلا تجديد شعرنا الشفوي بمسار كامل يشهده الأدب في كل عصر ثم طرح العوائق المانعة من تثوير القصيدة الشعبية خارجيا وذاتيا وخلص إلى ضرورة تحديد المسارات الفنية للنص الشعري الشعبي
أما الأستاذ الباحث الخال عمار الجماعي فانطلق من إشكالية الهوية والاسم ليضع الأسس المنهجية لتناول قضية التجديد وعرج على التشابك بين الصعوبات و الآفاق مشيرا إلى أن الشاعر الشعبي ظل زمنا مسكونا بدرامية الفقد وحدد خمسة مسارات حكمت المحاولات التجديدية اهمها السياج الغرضي الذي أجبر الشاعر على تدوير الأغراض ثم المعجم والوزن
أما الدكتور حسن مبارك فقد اشتغل على قضية التجديد الإيقاعي الذي اعتبره عملية مستمرة لم تنقطع فالشاعر يخلق داخل الأوزان الكلاسيكية ايقاعات جديدة وحية
وعلق الأستاذ بلقاسم بن جابر علي المدخلات مؤكدا ان التجديد في الشعر الشعبي لم ينقطع في الأشكال والمضامين الإيقاع والتخييل عارضا مسارات تاريخية اوصلت إلى تجربة شعراء الألفية الثالثة
وقد تمحورت التدخلات على ضرورة فهم خصوصية التجديد وفلسفته وبعده الذاتي وعلى أهمية الكون الشعري وعلى الصراع بين النمطية و الانطلاق كما تحدث بعض المتدخلين عن العوائق والحدود والتجاوز
ومثلت العكاظية أنموذجا عاليا انتقل من النظري إلى الإبداعي فقدم شاعر مخضرم نصا ولج به عوالم التجديد من باب هو الشعر المحكي او الزجلي فكان نص محمد الغزال الكثيري “يمكن تكون أنت” أنموذجا واضحا لقدرة الشاعر الكلاسيكي على الثورة داخل النص ومن خلاله
أما أيوب علي لسود الشاعر المسكون بمعنى الشعر وبواعثه وآفاقه الناهل من الذات المتوهجة المتمردة فقد شد جمهور العكاظية بقاعة دجلة والفرات بنصوص نحتت من انعتاق الذات وشجنها
وحلق على بن ناجي في تخوم فريدة جديدة منهما بوظيفة الشعر ورسالته ومواجده وقيمه السامية
أما الناصر بن عون فقد ولج إلى روح الشعر عبر التخييل والرمز ليرسم علاقة المبدع بالنص الحقيقي الحي ولكنه نص غير منبت فعوالمه هي عوالم البداوة البكر
لقد كان يوما رفع عن شعرنا الشعبي الوسم والوصم وأثبت انه جدير بالمعاصرة اولا والبحث ثانياو بالحياة المتدفقة أخيرا

قد يعجبك ايضا
تعليقات