القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

العوالم الخفية لأشباهك الأربعين

529

 

بقلم_ السيد عيد

لا اخفيكم سرًا إذا قلت لكم بأنني شعرت برعب شديد عندما
بدأت كتابة مقالي هذا وسط الظلمة والهدوء اللاتي تخيمان علي المكان لم أكن أسمع سوى دقات قلبي المتصاعدة شيئًا فشيئًا.

ماذا عليّ أن أفعل؟ فهل أفتح الباب وأطق لقلمي العنان ان يكتب أم سيجف الحبر بداخله مثلما جف الدم في عروقي،
بدات أتمالك أعصابي وأمسكت قلمي وبدأ العالم يتوقف عن الارتجاف، بهتت الصدمة مفسحة المجال للحديث عن الرتابة والملل، فأجدني أتأمل موضوع الشبه بين الكثير من البشر

كثيرا ما نرى أشخاص يشبهون شخصيات مشهورة كاللاعب العالمي محمد صلاح، والرئيس أنور السادات والرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله و الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن والرئيس اوباما و غيرهم الكثير .
ولكنهم ليس لهم أي صلة ببعضهم البعض مع ذلك تكون الأفكار والميول الثقافية والاتجاهات الفكرية مختلفة تمام الاختلاف فشبيه محمد صلاح ليس عنده المهارة الكروية الموجودة عند مو صلاح وشبيه الرئيس الامريكي ليس محنك سياسيا ولا قادر على قيادة اكبر دولة في العالم .

لا أحد يستطيع أن ينكر بأن الدنيا أوجدت لنا أشباه ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا من البشر فربما قد يكون التشابه في فكرة أو قصة أو أغنية أو اقتباساً من حياة اشخاص أخرون أو وردة في ربيع هذا العمر أو عطراً أو فيلماً , أو الهام من سطر راق لك وبدا يشبهك جداً ، من الممكن ان يكون الشبه في تصرف معين أو الشبه بينك وبين قرينك

فبينما أنت مشغول بمشاهدة فيلم أو قراءة كتاب عن الأشباح والجن وتشعر بالرعب منه ، ربما تكون أنت نفسك جني أو شبح بالنسبة لمخلوقات آخري يعيشون في عوالم أخرى خفية! تشعرهم بالرعب ..
جميع الظواهر تشير إلى وجود عوالم أخرى خفية تعيش في نفس الحيز الذي نعيش فيه، فالكون الذى نعيش فيه يحوى الكثير من الكائنات والقوى والعوالم بعضها نستطيع إدراكه بحواسنا أو بوسائل إدراكنا وبعضها نعجز عن إدراكه
ففى زمن مضى لم نكن ندرك وجود الميكروبات أو الفيروسات ومع ذلك كانت موجودة وتؤثر فى حياتنا فى صورة أمراض نشعر بأعراضها مثل ارتفاع الحرارة والألم ولانراها رؤي العين ،ودليلا علي ذلك كنا نجهل في الماضي
الكثير عن الكواكب والنجوم لأننا لم نكن نملك وسائل إدراكها
وحين امتلكنا العلم ووصلنا للتلسكوب رأينا وأدركنا ما تسمح به هذه الوسائل وتيقنا أن هناك عوالم أخرى لانستطيع إدراكها بوسائلنا الحالية .

إن نظرتك تجاه الآخرين وما تعتقده فيهم وما تظنه عنهم هي ذاتها النظرة التي ينظرون بها إليك فلا تعتقد أنك تملك كل الحقيقة فما زالت الحقيقة غير معلومة تشير أن العوالم الخفية هي لأشباهك الأربعين .

الشبه ليس فقط في بني الإنسان.. فالإنسان قادر على التلون حسب امزجته الخاصة، فيدخل التشبه ويحرق حقيقة وعفوية الشبه.. فلا يعود الشبه واضحا، لنجد القرين من العالم الغير مرئي يلازم شبيهه من الانس طوال حياته ، أي منذ ولادته حتى مماته ، وهذا القرين يكون من الجن ، وظيفته أن يوسوس ويزين الأمور السيئة للإنسان حتى يحرفه عن الطريق الصواب ، يمكن أن نشبهه بتلك الفكرة التي تخطر على بالك فجأة من دون سابق إنذار لتحرضك على عمل السيئات وتهون عليك أمر ذلك الخلاف .

إن من حكمة الله فى الكون أن لا ندرك تلك العوالم الخفية ومع ذلك فإن من المنطقى أن نلجأ الى الله تعالى للإستعاذة به من تأثير هذه العوالم الخفية.

وأخيرا.. كن قريبا من الله فهو خير الحافظين، كن شبيها للعدل والحق، كن شبيها لفكرة تنفع بها الناس،
كن رحيماً مع خلق الله فالكل يكافح في معركة أنت لا تعرف عنها شيئا .

قد يعجبك ايضا
تعليقات