القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الفن الافريقي وتطوره دلالات واسلوب معاصر

380

كتب/احمد حشيش
يتميز الفنان الأفريقي بشكل عام وفقا للمفكر السنغالي “شيخ أنت ديوب” بحريته في الابتكار الفني التجميلي، وثقته من قدراته ومهاراته؛ ومن ثم ينجز أعماله ببساطة السهل الممتنع، وتنبع قيمة الفن الأفريقي وخاصة فيما يتعلق بالمنحوتات؛ من أنه يعالج مادة متمردة؛ أى أقسى من الخشب العادي (الجرانيت والعاج والمعدن والديوريت والأبنوس) باستخدام أدوات بسيطة جدا.

وقد تعددت المدارس و التيارات الفنية في أفريقيا ومن أبرزها التيار الواقعي والتيار التعبيري، وتعد مدرسة “إيفي” المدرسة الواقعية الأكثر نموذجية في أفريقيا، واشتهرت بمنحوتات من الطين والبرونز، ومن الأساليب الفنية أيضا في أفريقيا ما يعرف بأسلوب “الدوجون”؛ وهي من القبائل الموجودة في جنوب شرق مالي، ويمتد تواجدهم في دولة بوركينا فاسو، وكانت للمجتمعات والجماعات الزنجية في منطقة غرب أفريقيا من نهر السنغال حتى الحدود الشرقية لنيجيريا، أو ما يطلق عليهم الزنوج السودانيون أو الحقيقيون، ومن أهم قبائلها الفولاني (الموجودة في الوقت الحالي في دولة بوركينا فاسو)؛ حضارة عظيمة في الكثير من جوانبها؛ ومن أبرز نتاج هذه الحضارة تقاليد فنية راسخة تتجلى في فن النحت على المعادن، والبرونز، والفخار المحروق، والخشب الأبنوس والماهوجنى، ومن الفنون التراثية التي لها عمق حضاري في بوركينا فاسو ما يعرف بفن الأقنعة Mask Art ، كما يعد فن النحت التقليدى من الفنون ذات الشهرة العالمية.

وفى الوقت الحاضر لم يعد الفن الأفريقي يعنى المنحوتات الخشبية والأقنعة واللوحات ذات الطابع العرقي فقط ، بل صار هناك جيل جديد من الفنانين المعاصرين من القارة السمراء، الذين أصبحوا جزءا لا يتجزأ من المشهد الفني العالمي، وفي كثير من أنحاء أفريقيا، تستقطب مشاهد فنية نابضة المزيد من المعجبين ، ومن بينها مركز «RAW» للفنون في داكار بالسنغال، ومركز الفن المعاصر في لاجوس بنيجيريا و«32 درجة مئوية» في كمبالا بأوغندا ، حيث السائحين القادمين إلى أفريقيا أصبحوا يزورون حاليا المعارض والمتاحف، ولا يكتفوا بمشاهدة الحياة البرية فقط، كما تقتنى العديد من المتاحف الأوروبية أعمالاً لفنانين من القارة السمراء.

والفن التشكيلي المعاصر في إفريقيا، قد بدأ يجد مكانه بين الفنون التشكيلية المعاصرة والمميزة، وهو فن أصيل و يلفت أنظار المهتمين من المدارس الفنية المختلفة. وذلك بتعدد وثراء مصادره ومرجعياته القديمة والأصيلة والمتعددة، وله عدة خصائص تميزه عن المدارس الفنية الغربية والأمريكية قديمها وحديثها. فالفن الإفريقي، يمتاز بصفاته المتعددة. وهو نتاج وخلاصة لثقافات مختلفة ومتعددة وضاربة في القدم،فهو فن يميل إلى الروحانية، وصوره دائماً ما تكون مرتبطة بأبطال الأساطير الإفريقية القديمة والكلاسيكية.

ومن رواد الثقافة الزنجية و الثقافة الإفريقية عموما : ماقبل الأستعمار (أحمد بابا)، وفترة الإستعمار و مابعده ( ميشيل ليريس، فرانز فانون وهمباتي با و تييرنو بوكار) ثم تيارات ما بعد الكولونيالية (مامادو، مامداني، محمد الخامس، سيكو توري، أنتا ديوب و نيلسون مانديلا).

قد يعجبك ايضا
تعليقات