القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

صغيرتى كبرت

131

 

كتبت /رانده حسن

إختصاصى نفسي

 

أجرى الله على بنات حواء جميعهن تغيرات تحدث لهن ،وتختلف من فتاة إلى اخرى .

منذ الطفولة لا نستطيع التمييز بين الولد والبنت (إذا لم يكن هناك ما نستطيع بسببه التمييز …كالحلق مثلا) ولكن بعد فترة من الوقت نجد أنه لابد من التمييز بينهم ، فكل نوع له مايميزه عن النوع الآخر فللذكور مميزات جسمانية وصوتية تختلف كثيرا عن البنات (الإناث).

وليكن حديثنا عن البنات أولا.

إن الإعداد الجيد للفتاة منذ الصغر يعد من أهم ما يميز الفتاة فى حياتها ، إنها طفلة لا تدرك غير اللعب ، الطعام والشراب ،ولكن بعد فترة تستعد خلالها الأسرة خصوصا الأم الاستعداد لمواجهة مواقف مختلفة.

  ابنتى اصبحت فتاة ، كيف التعامل معها ؟

بداية من الإستحمام ، لابد أن تعلم الأم ابنتها أن لا يرى أحد جسدها وخصوصاً الأماكن الحساسة وعندما تستطيع أن تحمم نفسها وحدها تخرج الأم من هذا النطاق أيضا وتصبح اكثر حرصا على جسدها وعفتها ،ولا تلعب مع أحد غريب وحتى إذا كان لها إخوة ذكور عليها اللعب بمايتناسب مع إنهم إخوتها ، عدم التحدث مع الغرباء ولا الذهاب معهم ، وحتى فى المدرسة لا يجب أن تتحدث مع المدرس وحده فى فصل وحدهم ، من باب الحرص وليس أنه مصدر شك ولكن هكذا أمرنا ديننا.

إن الأم هى الملاذ الأول التى تذهب إليه الفتاة تستطيع ان تحكى مابداخلها لشعورها بحنان الأم وعطفها ، هنا على الأم أن تحتوى ابنتها وتهيئتها إلى التغييرات التي ستواجهها ، من أنها فتاة ويجب عليها المحافظة على نفسها وعفتها ، وهكذا أمر الله تعالى ،ولكن بأمر بسيط مهذب وعدم الصراخ والعقاب والضرب والخوف لأن الأطفال بطبيعتهم يحبون أن يكتشفوا الأشياء الجديدة والغريبة ، وكما قيل : إن الممنوع مرغوب .

 توضيح أنها ستمر بتغييرات صوتية وجسميةداخلية وخارجية فيتغير الشكل الخارجى وأيضا الصوت والملامح كل ذلك مع التنبيه على ضرورة المحافظة على نفسها وعدم تعريضها لأذى نفسى أو بدنى قد تتعرض له من المحيطين أو الزملاء أو أى شخص قد تتعامل معه ، خاصة بعد هذا التغيير وتوضيح أن هذا أمر طبيعي يحدث لجميع البنات بأمر من الله تعالى سبحانه وتعالى.

وبمنتهى الهدوء توضح لها كيفية الاعتناء بالنظافة الشخصية سواء كانت داخلية وخارجية ، والاهتمام أيضا بمايتوجب عليها عند حدوث التغييرات الجسمية التى تصاحب مرحلة المراهقة خصوصا العادة الشهرية وكيفية الاستعداد لها عند اقتراب السن الذى يختلف من فتاة لأخرى ، ولكنه يتراوح بين ( 12:14عام)

(قد بكون قبل ذلك أو بعد ذلك نظرا لاختلاف الجسم بين كل فتاة وأخرى وأيضا للعوامل الوراثية والهرمونية)كيفية التعامل معها ومايتوجب عليها فعله ومايتوجب عليها عدم فعله وكيفية النظافة ، كل مايتعلق بهذا التغير الجذري الذى نقلها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة واستعدادها لأن تصبح فتاة ومن ثم امرأة.

كل ذلك تحت إطار من الحنان والعطف والتوضيح المبسط وعدم الخوف والحزن بل بالفرحة لأن الإبنة الصغيرة ذات الأنامل الرقيقة على وشك أن تصبح فتاة الزهرة البيضاء التى كانت تلعب وتجرى وتتخبط هنا وهناك جاء الوقت لبعلن أنه حان وقت الإنتقال إلى مرحلة أخرى بحياة جديدة بإختلافات عن المرحلة السابقة.

وكلما كان الانتقال ممهدا بطريقة صحيحة سهلة ميسرة تعبرها الفتاة وكلها ثقة وشعور بالأمان والطمأنينة ومعرفة أنها تعد للمرحلة التى تدخلها .

والعكس صحيح إذا مرت الفتاة بهذه المرحلة بعدم التوضيح والتمهيد نجد أن الفتاة قد تتعرض لصدمة وخوف ورعب ، بل قد تكره نفسها وتغيير شكلها وخاصة بعد حدوث الدورة الشهرية وما يصاحبها من آلام أيضا.

إن الأسرة التى تعد وتبنى أولادها على العلم والدين والتربية الجيدة هم من يخرجون لنا جيلا جديدا معد ومقدم للمجتمع بطريقة سليمةوصحية وذات عقلية متزنة رصينة.

قد يعجبك ايضا
تعليقات