القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

قامات في ذاكرة البيزرة: المرحوم محمّد الباش الملقّب بالأشهب

139

كتب _عبداللّه القطاري من الهوارية

 

قصّة عشق طائر السّاف لا تنتهي عند البيّاز محمّد بن محمّد الباش شهر “الأشهب “.

ولهذا الطّائر عند المرحوم وهو من شيوخ البيازرة الملقّب ب :

محمّد بن محمّد الباش قصّة عشق تعود إلى زمن مضى وهذه الهواية لديه متجذّرة إذ تعاطاها منذ طفولته وورثها عن أبيه محمّد وجدّه الحاج محمّد ويمكن الجزم أن عائلة أو عرش الباش كلٌها على وتيرة أبيهم مولعة بفنّ البيزرة مع العائلة الموسّعة إذ كان يحضر في مجالسها أمثال: بلحاج صالح ، بنعرفي،بنفرج ، بنرقية، بوعائشة ،المعموري ،الحديدي ،بنطالب بنعتيق ،بنظافر ،صمّود ،الزّنايدي ، ريدان، الغزّي ،القابسي ، الجنحاني والقائمة تطول…..

وكانت مجالس البيازرة تلتئم في المقاهي مصحوبين بطيورهم ولا حديث إلاّ عن طائر السّاف العجيب الذي أخذ عقولهم إذ يتبارزون ويتباهون بها بالغناء والشّعر ويتنّدرون 

ويتحدّثون عن تجاربهم ومغامراتهم في كيفيّة القبض على طيور السّاف ومسكها وترويضها والصّيد بها ،وكانوا ينظّمون لقاءات لتدريب طيورهم على فنّ الصّيد في الحقول وكانوا يختمون الموسم بتجمّع كبير في مهرجان السّاف الذي يحتفل به كل سنةوهو تتويج لنشاط كل بيّاز إذ بيازة جمعيّتهم من أبرز المروّضين لطائر السّاف الملقّب بالباشق في العالم وهو يلقّب بأمير السّماء عند أهالي الهوّاريّة. 

وعلاقةهم بالطّيور الجارحة تعود الى القرن الرّابع بعد الميلاد وفق الباحثين لأنّ الرّومان اتّخذوا من الهوّارية اسم “اكيلاريا”ويعني بلاد الجوارح إذ يحطّ فيها سنويا ما يقارب أربعين ألف طائر مهاجر مما يفوق العشرين نوعا ،وهذا 

الطّائر سيبقى في الهوّارية موروثا ثقافيّا يتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل .

ويمكن القول أن شيخ البيازرة محمّد بن محمّد الباش الملقّب بالاشهب كان دوره فاعلا في غرس حبّ هذه الهواية النّبيلة لدى النّاشئة .

وكان حضوره متميّزا طيلة حياته لأنّ الباشق لا يفارقه وسمحت لشيخنا الفرصة أن تلتقط له صورة تذكارية بطائر الساف مع الزعيم الرُاحل الحبيب بورقيبة رئيس الجمهورية التّونسية عندما ادّى زيارة الى الهوّارية والصّورة 

الآن في إطار كبير الحجم تستقبل كلّ من يزور نادي البيازرة وبالتّالي جعلت من الشّيخ محمّد الباش حيّا في ذاكرة البيزرة.

 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات