القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مُواسِم الخيراتِ

227

بقلم/حسن محمود الشريف
يستقبل المسلمون في هذهِ الأيامِ وافداً حبيباً ، طالما انتظرته القلوبُ المؤمنةُ ، و تشوقت لبلوغه النفوسُ الزاكيةُ ، و تأهبت له الهممِ العاليةِ ، وافدٌ قد رفع اللهُ شأنَه ، و أعلى مكانَه ، و خصه بمزيدً من الفضلِ و الكرامةِ ، و جعله موسمًا عظيمًا لفعل الخيراتِ ، و المسابقة بين المؤمنين في مجالِ الباقياتِ الصالحاتِ ،

إنَّ اللهَ قد امتنَّ على عبادهِ بمواسمِ الخيراتِ ، فيها تُضاعف الحسناتُ ،و تُمحَى السيئاتُ ، و تُرفع الدرجاتُ ، و تتوجه فيها نفوسُ المؤمنين إلى مولاها ، فقد أفلح من زكاها ، و قد خاب من دسَّاها ، و إنما خلق اللهُ الخلقُ لعبادتهِ فقال عزّ من قائل : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ و من أعظم العباداتِ الصيام الَّذِي فرضه اللهُ على العبادِ فقال: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾
و إنَّ فريضةَ الصيامِ من أعظمِ العباداتِ و رحم اللهُ شوقي إبراهيم حين قال :
( الصومُ حرمانُ مشروع و تأديبٌ بالجوعِ ، و خشوعٌ لله و خضوعُ ، لكلِ فريضةٍ حكمةٌ ، و فرض الصومِ ظاهره العذاب و باطنه الرحمة ، يستثير الشفقةَ ، و يحض على الصدقةِ ، يكسر الكِبْرَ ، و يعلم الصبرَ ، حتى إذا جاع من ألف الشبعَ ، و حرم المُترَفُ أسبابَ المتعِ ، عُرِف الحرمانُ كيف يقع ، و ألم الجوعِ إذا لذع )
وقد ورد ذكرُ شهرِ رمضانِ المبارك في الآياتِ القرآنيّةِ، و الأحاديثِ النبويّةِ الشريفةِ ، حيث يقول اللهُ سبحانه و تعالى في محكم التنزيل : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185
و لشهرِ رمضانِ المباركِ فضلٌ كبيرٌ نذكر منه :
– تُصفَّد فيه مردةُ الشياطين بالأغلالِ، ولا تُطلق إلا بنهايةِ الشهرِ .
– تُغلَق فيه أبوابُ جهنّمِ جميعها ، و تُفتَح فيه أبوابُ الجنّةِ جميعها .
– يوجَد بابٌ من أبوابِ الجنّةِ يُسمى بابُ الريّانِ ، و الَّذِي خصّصه اللهُ سبحانه و تعالى للصائمين في هذا الشهرِ ليدخلوا منه .
– تُوجَد فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ ، و هي ليلةُ القدرِ ، الَّتِي نُزِل فيها القرآنُ الكريمُ لأوّلِ مرةٍ على رسولِ اللهِ عليه الصلاة و السلام عندما كان منعزلاً في غارِ حراءِ .
– يضاعف اللهُ فيه الأجرَ و الثوابَ و الحسناتِ ، و كل حسنةِ بعشرةِ أضعافِ ، و الله يُضاعف لمن يشاء.
– أجرُ قراءة القرآنِ الكريمِ فيه مُضاعف، كلُ حرفٌ في القرآنِ بعشرِ حسناتِ .
– أوله رحمة ، و أوسطه مغفرة من الله ، و آخره عتقٌ من النار
يغفر اللهُ سبحانه و تعالى في كل ليلةٍ من لياليه لسبعين ألفاً من عباده ، فلا يدخلون النّار أبداً.
– تُكثَر فيه التوبةُ و صلةُ الأرحامِ و إطعامُ الطعامِ ، و تشيع فيه أجواءُ المودةِ و الرحمةِ بين العبادِ ، و يشعر فيه الصائمون بشعورِ الفقراءِ و المساكين ، فتُكثَر فيه الصدقاتُ .
– يُكثَر فيه القيامُ بالعباداتِ ، و خصوصاً الصلاةَ ، و أهمها صلاة القيامِ الَّتِي تُقام بعد صلاةِ العشاءِ ، و تُسمى بصلاةِ التراويحِ .
– يستجيب اللهُ فيه الدعواتِ ، و يقبل العباداتِ .
– تتطهر فيه النفوسُ ، و تسمو على الشهواتِ ، و تسكن فيه الجوارحُ و تهدأ ، و تنمو فيه الروحُ الإيمانيّةِ .
يتعلّم فيه الصائمون الصبرَ و قدرةَ التحمّلِ . إنَّه من أعظمِ الشهورِ
و هو كما قال ربى : ” أيام معدودات ” لا تكاد تدخل في أولهِ إلا و تبصر بأنك في آخرهِ فانهض و شَمِّر فإنَّ سلعةَ اللهِ غاليةُ الثمن ألا إنَّ سلعةَ اللهِ غاليةُ ألا إنَّ سلعةَ اللهِ الجنةُ ، نسأل الله أن يرزقنا الجنةَ بغيرِ حسابٍ و لا سابقةِ عذاب .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات