القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

قامات في فنٌ البيزرة: “الخال” صعاد الجبال ، دائما في البال

104

بقلم/ عبدالله القطاري من تونس
“الخال”كما يحلو للبعض من أهل القرية مناداته مغرم بطائر السّاف إلى حد النّخاع،ليس له حدود واسمه الحقيقي علي بن البشير القراري وهو رمز من رموز البيزرة تربّى على أبيه البشير وهو إسكافي قرية الهوّارية يقوم بدبغ جلود الأبقار ويصنع منها
الدّلاء لاستخراج الماء من الآبار وهو من مربّي طائر البرني فحذا ابنه
الملقب ب “الخال” صعّاد الجبال الذي بقي في البال.

وهذه مسيرته :

عندما بلغ سنّ الدّراسة الابتدائية ولع بترويض طائر “البوجرادة” وهي من فصيلة الصّقور ذات حجم صغير فكان يدرّبها على التحليق وعلى صيد
العصافير .
ولمّا اشتد عوده ونمت تجربته تعلّق بكبارالبيّازين وقام بتربيّة طائر البرني وأتقن ترويضه فكان كلّما يخرج إلى البريّة يعود محمّلا بالطّرائد (سمانى ، حجل ،حمام ) وقد انتفخ جرابه .
وكان “الخال” له دراية بالأماكن الوعرة والمسالك الصّعبة حيث قضى جزءا من حياته كراع للماعز وهو مغرم وشغوف بالعزف على آلة الزّرنة(الزّكرة)،وكلّ من يريد من أصحابه الالتحاق به في الجبل يقتفي نغمات آلة الزّرنة التي تسهل الاتًصال به فيذبح المعزاة ويشويها على طريقة “موقلي” الذي يعيش في الإدغال أو على طريقة
“روبنسون كريزواي” ويقدم وليمة تنبعث منها رائحة الإكليل والسّعتر فتتحلّق لها الأشداق إلى كل الضّيوف وعابري السّبيل في جوّ رائع من
الزّهو والطّرب والرّقص على نغمات آلته الموسيقيّة العجيبة.

ولما بلغ “الخال “سنّ الكهولة وهو حاليا دخل في مرحلة الشّيخوخة اختصّ في ترويض طائر السّاف واعتنى به كثيرا حيث بقي يعيش لديه قرابة العشرين
عاما وبالتّالي ذاع لقب “الخال” عند
الصّحافة المكتوبة والمسموعة والمرئيّة وهو الآن أشهر من نار على علم في ربوع الهوّارية لخفة روحه ودماثة أخلاقه وطول تجربته في
ترويض الطّيور الجارحة، وكلّما أحرز على وسام او شهادة في إحدى
المسابقات وغالبا مايسعفه الحظّ بأن يكون من الأوائل إلاّ ويرقص رقصة
الثّعبان رقصة الفرح التي لا يتقنها إلا هو.

هذا هو “الخال”صعّاد الجبال الذي بقي في البال.

قد يعجبك ايضا
تعليقات