القاهرية
العالم بين يديك

أمي قطعة من الجنة

134

سامح بسيوني

رغم كهولتي واقترابي من شيخوختي، ولكن يبقى الحنين الى أحضان أمي رغم البعاد.
أرى فيها جنة الرحمن فهى تمثل فيض من الرحمات، ففي أحضانها أجد الأمان وفي خدمتها تنفصل حدود العطاء.
الحب غايتها رغم البعاد، وأرى فيها نور القمر وفي ظهرها انعكاس شمس النهار.
فبسمتها شفاء ودموعها فرح ودعاء وخيرها فاق كل التوقعات.
أعشق صوتها وأنام مطمئن الفؤاد، ودبيبها في البيت يعود لبيتنا الحياة والتفاؤل والأمال.
أشتاق لنظرتها، فنظرتها عبرة وامتثال، وأترقب حديثها لأخذ منه الحكم الاعتبار.
راحتها في راحتي وتعبها من أجلي وحرمانها من أجل سعادتي.
سيرها وسعيها ليس من أجلها ولكن لبيتها ولأولادها؛ حتى فقدت جمالها وشبابها ولكن يظل عبيرها وجمالها رغم اختلاف الأيام والأحوال.
وتظل تضحي وتفقد من صحتها لتفي بالمطالب في الحال.
ولكن بعد كل ذلك أجد جفاوة الأبناء فهل تستحق الأمهات قسوة القلوب والأيام.
فها هي بلغت من الكبر عتيًا وأصبحت عبئًا ثقيلًا عليهم ونسوا تضحياتها الماضية في سالف الدهر والأيام.
ألم تكن بطنها لنا وعاءً وثديها لنا سقاءً وحجرها لنا وطاءً؟!
ألم تأخذ من صحتنا؛ لننعم بحياتنا، فكم من ليال سهرت وجفونها لم تذق راحة النوم وسهرها دائم وقلقها لا ينتهي حتى الممات.
أبعد كل هذا تجد الأم تلك النهايات؟
الأم هي الوقت الثمين إن ضاع لا نقدر على إعادته، فالأم لو استطاعت أن تأخذ من عمرها لكَ لصنعت، ولكن الله مقدر الأعمار والآجال.يا أمي ظُلمتِ عندما جعلوا لكٍ عيدًا فكل يوم هو لكِ هو العيد.
سأظل أتذكركٍ ما دمت حيا فنسيانكِ نهاية الأملاق، واسألكِ مزيدًا من الدعاء.

قد يعجبك ايضا
تعليقات