القاهرية
العالم بين يديك

المعهد الثانوي ابن رشيق للفتيات

147

المكتبة الجهوية ابن رشيق”بالقيروان

بقلم/رشيدة الفارسي من القيروان

متابعة عبدالله القطاري من تونس

للأسماء وقعها و سحرها و صخبها وعبقها يتسلّل إلى غياهب الذّاكرة فيحرّك ما سكن هناك من بهيّ المشاعر و شجيّ الحكايات.

ينبثق فجأة من ثنايا الماضي البعيد

فتنداح الصّور و الذّكريات جميلةً، عذبةً كالصّبح الوليد

ابن رشيق القيرواني زخم التّاريخ   

وألق الإبداع و الثّقافة و عمق الفكر وثراء الحضارة.

بين معهد ابن رشيق المطلّ على سور القيروان التّليد 

و المكتبة العمومية المتاخمة لدار الثّقافة أسد بن الفرات- الحي التجاري

و المكتبة الإسلاميّة المطلّة على “برّوطة” و على محلّ بيع “الفطائر” للعمّ العزعوزي رحمه الله.

هناك. و بين تلك الدّروب نشأنا و كبرنا 

وطالعنا و تعلّمنا و استوعبنا و تأمّلنا وأدركنا الكثير.

هناك تشبّعنا برائحة الكتب و بما في الصّفحات من حكايات و حِكم و أبعاد و خيال و مجاز و جمال

 و أسئلة جعلتنا نفكّر و تتساءل ونرفض المسلّمات في مدينة تميل إلى المسلّمات.

القيروان رحلة عمر و سنوات من الصّبر و الحلم كان فيها الكتاب نعم الرّفيق والسّند.

فتح العيون و جنح بالخيال بعيدا وملأ عوالمنا أنسا و بهاء و عمقا. 

الكلمات كانت نبراسا أضاء عتمة أيّامنا و بلسما لنفوسنا المرهقة.

ابن رشيق القيرواني يتردّد الاسم على 

مسمعي فيثير في نفسي شتّى المشاعر و الانفعالات.

و يتراءى أمامي كتابه ” العمدة في صناعة الشّعر ونقده “شاهدا على أنّ

 هذه المدينة مسكونة، منذ القديم، بحبّ الشّعر و أنّ أبناءها عاشقون للكلمة الحالمة، تائقون إلى عوالم أجمل و أرحب.

و أنّ أرواحنا تظلّ تهيم هناك، بين الأزقّة و الحواري، مهما باعدت بيننا المسافات.

و اليوم أجيء إلى القيروان و في يدي وردة و كتاب و في الفؤاد أشواق لا تهدأ و حكايات لا تنتهي و أحلام تصرّ على أن تكون.

الجسد هنا و القلب هناك يطوف بين

 الدّيار يتنسّم ريح الأحبّة ويسأل عنهم

 صمت الغروب و الأماسي العابرة.

رشيدة الفارسي

قد يعجبك ايضا
تعليقات