القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

اسمعونا

121

كتبت/ رانده حسن
أختصاصى نفسي

تعودنا الكبار عندما نتعامل مع الصغار على قول إسمع الكلام او إسمعى الكلام .
لكن هل لاحظتم مرة الصغار قالوا للكبار اسمعوا الكلام؟
حق الصغار على الكبار أن يسمعوا لهم وليس سمع بل الإنصات الكامل لهم بكل الجوارح والاهتمام بما يقولون .
والإحساس بهم والصبر على كل مابداخلهم ، والتفكير فيما قالوا ، والتفكير والمساعدة على التوصل إلى حل أو حلول ومقترحات تناسب مايريدون ، ليس لأنهم صغار فليس لديهم مايعانوه ، بل كثير من الأحيان يواجه الكثير من الاختصاصيين النفسيين مشكلات إجتماعية ونفسية كبيرة جدا داخل الكبار بسبب طفولتهم التى كانت مليئة بالأزمات ولم يجد خلالها من يساعده على حلها أو يستمع له أو يضمه ويربت على كتفيه .
فلنعلم جميعاً أن صغير /صغيرة اليوم ، كبير /كبيرة الغد ، إما إنسان سوى أو إنسان غير سوى مشوه نفسيا ،حاقد ،كاره ، يحمل امراض مجتمعية واحيانا كثيرةنفسية .
تؤثر عليه بالسلب على صحته الجسدية وعلى الآخرين وعلى المجتمع الذى يعيش داخله ويتفاعل فيه.
كل ذلك لعدم وجود من يستمع إلى شكواه أو وجعه ، قد يكون من وجهة نظر غيره مشكلة بسيطة وتافهة ولكنه أحيانا يشعر بأنها نهاية الكون .
كونوا رحماء بصغاركم إستمعوا إليهم خصصوا وقتا ومساحة لهم ، ناقشوهم ، علموهم ، ارشدوهم ، إجعلوا بينكم وبينهم تفاعل كبير حميمى يحمل الكثير والكثير من العطف والحنان والحب وبعض الأحيان الحزم عند الحاجة .
لابد أن يشعر الصغير بأن هناك يد توجه وتحنو وتعطف وأحيانا قد تعاقب ليس كرها ولكن حبا وتوجيها وتربية .
ولابد أن يكون العقاب على قدر الفعل الذى قام به الصغير /الصغيرة وليس بالمبالغة حتى يستطيع تعلم أن لكل فعل رد فعل يكون بالمكافأة والثواب فى حالة التصرف والفعل السليم ، وحالة عقاب او حرمان (من شىء يحبه..كلعبة مثلا او خروج…الخ)فى حالة الفعل أو التصرف السىء .
إن اولاد اليوم هم شباب الغد فهيأوا الشباب للإستماع لأنهم عندما وجدوا من سمعهم بصغرهم سيسمعون غيرهم عندما يكبرون.

قد يعجبك ايضا
تعليقات