القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

تُرفَع الأعمالُ فى شهرِ شعبان

136

بقلم/ حسن محمود الشريف
فضَّل الله -تعالى- بعضَ الأزمنةِ ، وميّزها عَلَى غيرها بالعديدِ من الخصائصِ ، و إن من الشهورِ الَّتِى لها فضلٌ كبيرٌ فى الإسلامِ شهرَ شعبانِ .
و ذَلِك يَظهر من خلالِ أحاديثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ .
فيما روى عَن أُمِّ المؤمنين عائشة رَضيَ اللهُ عَنها، قالت : كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ ” يَصوم حتى نقول : لا يفطر ، و يفطر حتى نقول : لا يصوم، فما رأيتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ استكمل صِيامُ شهرًا إلا رمضانَ ، و ما رأيته أكثر صياماً منه في شعبانِ ” (رواه البخاري ومسلم).
فإن شهرًا حَرِص فيه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ عَلَى صِيامهِ أو صِيامِ أكثرَ أيامهِ فإنه دليلٌ عَلَى فَضلِ هذا الشهرِ الكريمِ .
و عَن أُمِّ المؤمنين عائشة رَضيَ اللهُ عَنها قالت : ” كان أحبُ الشهورَ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ أن يَصومه شعبانَ ثُمَّ يَصلهَ برمضانِ ” (رواه أبو داود وصححه الألباني).
و عَن أُمِّ المؤمنين أُمِّ سلمة رَضيَ اللهُ عَنها قالت: «
ما رأيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ يصوم شهرين متتابعين إلا شعبانَ و رمضانَ » (رواه الترمذي وصححه الألباني).
و عَن أسامة بن زيد رَضيَ اللهَ عَنه قال : قلت: يا رسولَ اللهِ ، لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذَلِكَ شهرٌ يغفلُ الَّناسُ عَنهِ بين رجبِ و رمضانِ ، و هو شهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأُحِبُ أن يُرفَعُ عملي وأنا صائم» (رواه النسائي وحسنه الألباني).
وعَن أبي موسى الأشعري رَضيَ اللهُ عَنه عَن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ قال: «إن اللهَ ليَطلِعُ في ليلةِ النِصْفِ من شعبانِ فَيغفِرُ لجميعِ خلقهِ إلا لمُشرِكٍ أو مُشاحِنٍ »( رواه ابن ماجه بسندٍ ضعيف و لَكِن له شواهد كثيرة ولذا حسنه الألباني بمجموع طرقه وضعفه ابن الجوزي وغيره)
، وقد روى مسلم في صحيحه عَن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ قال له: « أصمت من سررِ شعبانِ ؟» قال: لا، وقد قيل في شرحه: إنَّ السررَ نصف الشهرِ ، فصيامِ يومَ النصفِ من شعبان يُسَّنَ عَلَى أنَّه من الأيامِ البيضِ الثلاثةِ ،
و هي : الثالث عشر ، و الرابع عشر، و الخامس عشر الَّتِي يُستِحبَ صِيامها في كلِ شهرٍ ، ويتأكد صيامها في شهر شعبان . قال ابن رجب رَحِمَهُ اللهُ في لطَائفِ المعارفِ : “ليلةُ النِصفِ من شعبانِ كان التَابِعون من أهلِ الشامِ يُعظِمونها و يَجتَهِدون فيها في العبادةِ “، و قال شَيخُ الإسلامِ ابن تيمية رَحِمهُ اللهُ : ” ليلةُ النِصفِ من شعبانِ ففيها فضل ، و كان في السلفِ من يُصلِي فيها ، لكن الاجتماعَ فيها لإحيائها في المساجدِ بدعةٌ “.
و عَن أبي هريرة رَضيَ اللهُ عَنهِ أن رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ قال: « إذا انتصف شعبان ، فلا تصوموا » (رواه أبو داود واختلف في صحته)
، و اختلف الفُقهاءُ في حُكمِ الصيامِ بعد نِصفِ شعبان ، و الجمهور أن الصيامَ لا يُكره بعد نِصفِ شعبان بدليلِ حديثِ أبي هريرة رَضيَ اللهُ عَنهِ قال : قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ لا يَتَقَدَّمَن أَحدُكم رمضان بصوم يومًا أو يومين ، إلا أن يكون رجلٌ كان يَصوم صَومَهِ ، فليُصِم ذَلِكَ اليومُ . (رواه البخاري ومسلم).
و عَن عمَّار بن ياسر رَضيَ اللهٌ عَنهِ قال : “من صام يومًا الَّذِي يُشكُ فيه ، فقد عصى أبا القاسم محمدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْه و سَلَّمَ ” ( رواه أصحابُ السننِ أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه و صَححه الألباني ).
و شهر شعبان من الشهورِ المحببةِ لدى عمومِ المسلمين ، فهو يُعَدُ خِتَامُ السنةِ المُحاسبيةِ ، وتُرفَع فيه الأعمالُ إلي اللهِ عَزَّ و جَلَّ ، حَيثُ أخرجُ النسائي في سننهِ عَن أسامة بن زيد ، قال : قلت : يا رسولَ اللهِ ، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبانِ ، قال: «ذَلِكَ شهرٌ يَغفلُ الناسُ عَنهِ بين رجبِ و رمضانِ ، و هو شهرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى ربِ العالمين، فأُحِبَ أن يُرفَع عملي و أنا صائمًا
وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ : «إِنَّ اللَه تَعَالَى لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ
رواه ابن ماجه وحسّنه الألباني
قال العلماء : و رَفعُ الأعمالِ عَلَى ثلاثِ درجاتٍ..
الدرجةُ الأولى : رَفعُ يومي و يكون ذَلِكَ في صلاةِ الصُبْحِ و صلاةِ العَصرِ وذَلِكَ لِمَا رواه البخاري و مسلم عَن أبي هريرة ، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ قال : « يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليلِ و ملائكةٌ بالنهارِ ، و يجتمعون في صلاةِ الفَجرِ و صلاةِ العَصرِ ، ثُمَّ يَعرُجِ الَّذِين باتوا فيكم ، فيسألهم و هو أعلمُ بِهم : كيف تَركتُم عِبَادي؟ فيقولون : تركناهم و هم يُصلون ، و أتيناهم و هم يُصلون »”.
الدرجةُ الثانية : رَفعُ أسبوعي و يكون في يومِ الخميس و ذَلِكَ لِمَا رواه الإمامُ أحمد في مسندِه بسندِ حسن، عَن أبي هريرة ، قال : سمعت رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّمَ قال: « إن أعمالَ بني آدم تُعرَض كل خميس ليلةِ الجمعةِ ، فلا يُقبَل عملُ قاطعِ رَحِمَ “.
الدرجةُ الثالِثة : رَفعُ سنوي و يكون ذَلِكَ في شهرِ شعبانِ وذَلِكَ لِمَا رواه النسائي عَن أسامة بن زيد ، قال : قلت : يا رسولَ اللهِ ، لم أرك تَصوم شهرًا من الشهورِ ما تَصوم من شعبانِ ، قال : « ذَلِكَ شهرٌ يَغفلُ الناسُ عَنه بين رجبِ و رِمضانِ ، و هو شهرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى ربِ العالمين، فأُحِبَ أن يُرفَع عملي و أنا صائمًا » “. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبلغنا رمضان وان يكتبنا فيه من ألمقبولين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات