القاهرية
العالم بين يديك

سبوبة البرامج من يحدد تسعيرة الظهور علي الفضائيات الساعة ب3000 جنيه والحسابة بتحسب

1٬656

كتب _السيد عيد

ربما كانت هوية الاعلام في أي مجتمع من المجتمعات هي انه صاحب الرسالة النبيلة والسامية التي تستهدف الارتقاء بالوجدان وتثقيف الانسان والارتقاء بسلوكياته وتهذيب الذوق العام والذي شهد انحدارا غير مسبوقا
فقد شهدت الساحة الإعلامية خلال السنوات القليلة الماضية، نوعًا من المحتوى الذي يُصَنِفَهُ البعض “ابتذالًا”، تزامن مع ظهور بعض “غرباء الأطوار”، على شاشات مجموعة من القنوات التي ازدادت ازديادًا هائلًا فى أعداد القنوات المتواجدة على القمر الصناعى نايل سات المتخصص فى بث القنوات عبر مصر والشرق الأوسط،

الإعلام بدون أخلاقيات لا يستطيع أن يقدم رسالته النبيلة وبدلا من أن يكون في خدمة الحقيقة والمصلحة العامة نجده في موقع لا يُحسد عليه، تتقاذفه أمواج المال والسياسة على حساب الرسالة النبيلة لمهنة شريفة،

خلال السنوات الماضية، شهد الجمهور المصرى وذلك الازدياد بالقنوات مثلما كان له من معجبين للتعددية التى خلقتها إلا أنها ظلت قنوات درجة ثانية من حيث المحتوى الذى تقدمه، مثل بعض البرامج الصحية على سبيل المثال، ويكون من المتعارف عليه أن محتوى القناة الرئيسى هو المسلسلات، أو تقديم إعلانات لأدوية وشركات غير متعارف عليها فى الدول العربية، وتجعل المشاهد يمتلك من الشك قدرًا لا بأس به فيما إذا كانت وزارة الصحة معترفة بهؤلاء.

يبحث البعض عن الشهرة والأضواء، وعن لقب إعلامي ويقضون عمرا بأكمله في محاولة الوصول لذلك، حلمهم الظهور على شاشات التلفزيون، وذيع صيتهم بين العامة، لذا يلجئون للقنوات لتقديم البرامج بها، ما يتسبب في إثارة الجدل ووقف بعضها عن العمل لما به من أخطاء.

هل هناك رقابة على المحتوى؟، لما يخرج أشخاص غير مؤهلين لتقديم البرامج؟، ما الآلية المتبعة لاختيار الأفكار المقدمة من المذيعين؟، أسئلة عدة تطرح نفسها لعلنا نجد إجابة

وفي هذا السياق، أكد جمال شوقي رئيس الشكاوي في المجلس الاعلى لتنظيم الإعلام، أن المجلس يفتح بابه للجميع لعرض الشكاوى للمخالفات الإعلامية التي تحدث على الشاشات، لدراستها وفرض عقوبات مناسبة تؤدي لعدم تكرار نفس الخطأ مرة آخرى، وفي حال تكرارها تزداد العقوبة، حيث وصلت إلى الإغلاق الكامل لبعض القنوات في بعض الاحيان، بعد تكرار نفس الاخطاء التي تم التنبيه على إدارة هذه القنوات عليها.

وأضاف المواطن أشرف يحيي أننا نعانى الآن من إعلام دون ضوابط أساسية يحتكم إليها، لذا نحتاج لجهة تمثل الإعلام الرسمى، والخاص، وتضع مواصفات للإعلام المصرى كى يراعى صالح المجتمع ويتعامل بمهنية تجاه المشاهد .

وأشارت فريال أحمد الي ان ظهور مقدمي البرامج من غير المؤهلين ظاهرة معيبة للإعلام التليفزيونى الذى تجاوز مسيرته الإعلامية الـ50 عاما، حتى أصبح هناك اختفاء ملحوظ للكوادر الإعلامية المدربة والمؤهلة، فلا نعلم أن كانت هذه الكوادر موجودة ومستبعدة أم غير موجودة، وهو ما يجعل الأخيرة كارثة .

بيع الهواء ياعواد
أصبحت فرصة كبيرة للمتسكعين وأنصاف الإعلاميين وإعلاميي السبوبة للظهور على شاشة قناتها بشرط الدفع ، دون النظر إلى المهنية أو أخلاقيات المهنة أو ميثاق العمل الإعلامي يخلقون منهم مادة دسمة للسخرية والهجوم على هذه البرامج بشكل عام بمبدأ “السيئة تَعُم”، وكل ذلك من صُنع أحد المصطلحات الغائبة على المشاهدين، والجديدة على كثيرٍ من العاملين في سوق الميديا وهي “تأجير الهواء”.

ما يحدث في الفضائيات يندى له الجبين ، فهناك من يستخدمها كمنصات حرب يقذف هذا ويلعن هذا .. وهناك من يستخدمها لابتزاز الناس ورجال الأعمال والسياسيين ، والأشد خطراً من كل هؤلاء من يبيع الهواء ويستخدمها لتدمير الدولة خلف ستار الرأي والرأي الآخر .

ولتعتمد في دخلها الأساسي علي مثل هذه البرامج لسد نفقاتها على تأجير ساعات محددة، لبرامج مجهولة المصدر، لبعض مدعي العمل الإعلامي، مقابل قيمة مادية متفق عليها مع إدارة القناة، تُدفع مقابل شقين أولهما ما يتطلبه البرنامج من معدات وبث تلفزيوني وعمالة إذا لم يتيحها هو، ثم يذهب الفائض في حصاد مكاسب صاحب المحطة.

ومن هنا يُشار إلى أن بعض مقدمي البرامج بالفعل يلجأون لتأجير الهواء، لضمان عدم تدخل القناة في المحتوى المقدم، ويتكفل الإعلامي تمامًا بكافة نفقات البرنامج، وفي بعض الأوقات ينص الاتفاق على أن يكون له نسبة من الإعلانات إذا تواجدت، حيث إن القناة بالفعل لا تهتم لجذب الإعلانات للبرامج المدفوعة، نظرًا لأنها تغطي تكاليفها، وتدر عليهم مكاسب مالية.

التحديات كبيرة ما يتوجب تكاثف جهود الجميع -المؤسسة الإعلامية، الصحفيون- النقابات والجمعيات الصحفية – المجالس الإعلامية – سلطات الضبط – المجتمع المدني- لحماية المهنة والقائمين عليها والجمهور من سطو وتكالب قوى عديدة في المجتمع تعمل جاهدة لتوظيف الإعلام لتحقيق مصالحها مستعملة كل الطرق والوسائل من تلاعب وتضليل وتزييف وتشويه وتعتيم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات