القاهرية
العالم بين يديك

الفراغ العاطفي أم الوجودي

147

قراءة في كتاب الهشاشة النفسية

كتبت/ سالي جابر

في بعض الأحيان يخشى المرء واقعه ويتعامل معه من منطلق اللاشيء، يدور في دائرة مفرغة مليئة بالتساؤلات التي لا يجد أجوبة لها إلا إذا ركز في التفاصيل الصغيرة في حياته…لكنه يخشى البحث، يريد اللامبالاة، يتذمر على الواقع، ولا يفهم نفسه، ولا يستطيع التحدث مع ذاته بمنطقية.
وفي هذا الفصل من كتاب الهشاشة النفسية يبحث الكتاب عن سؤال تردد كثيرًا في أذهنة المراهقين أو جيل رقائق الثلج ألا وهو( لماذا نعيش؟!) ولماذا نحاول مليء الخواء النفسي بالبحث عن كلمات أو أشخاص تُحيي فينا ما أؤدته الأسرة أو الظروف المحيطة بنا.

الحب ونظرات الإعجاب والفراغ العاطفي الناتج عن هشاشة العلاقات الإنسانية، فهو فجوة يمثلها احتياج لوجود أحدهم بالجوار، لمن يفهمك دون أن يكون قاضيًا أو رجل دين، لمن يحبك دون سبب، ولكن الفراغ العاطفي هو ضعف تقدير المرء لذاته مما يجعله دائمًا بحاجة للنظر إلى نفسه بعيون الآخرين، يتغذى على انسحاب المرء من حياته الاجتماعية، وفراغ الوقت والذهن، مما أدى إلى الهشاشة وإلى التفكير في أسيلة وجودية مثل: لماذا أعيش؟
كما قال فيكتور فرانكل: ” فإذا كان الإنسان يبحث عن المعنى، فالمعنى إذن من منيع غير الإنسان، وليس أمرًا نبتدعه”
في ظل البعد عن الحق، ووسط ضياع المعنى ظهر الإنسان المادي الباحث عن المتعة فقط، الذي يعتريه الضيق الغير مبرر لأنه لم يشبع حاجته الداخلية للإنكسار إلى الله .
فما السبيل إذن لمواجهة خواء العدم وعبثية الحياة؟!
من خلال رؤية بيجوفيتش التي يقرر فيها أن( البحث عن الله سبحانه وتعالى بحث ديني لكن ليس كل بحث ينتهي باكتشاف) ثم يقارن بين العدمية وبين الدين الإسلامي قائلًا: ” إن الفلسفة العدمية لا تتحدث عن مباشرة عن الدين،. ولكنها تعبر عن القلق. عند العدمية وعند الدين الإنسان غريب ضائع بلا أمل، وأما في الدين فهناك أمل في الخلاص”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات