القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الحرمان العاطفى

182

كتبت/رانده حسن
اختصاصى نفسي

خلق الله الكائنات الحية وجعل فيما بينها العاطفة وتختلف من الحيوان إلى الإنسان كلا حسب نوعه وفصيلته.
الإنسان (الذكر /الأنثى)جعل له العاطفة والمشاعر والإحساس الذى يترجم إما بالكلام او التصرفات أو الأفعال ، أو الحضن واالربت على الكتف (الطبطبة بالكلام او النظرة أو اللمس).
كل ذلك يدور فى إطار المشاعر الإنسانية .
كل إنسان خلقه الله يحتاج إلى هذه المشاعر من الصغير الى الكبير ، ومن يقول إنه لا يحتاجها فإنه يكذب على نفسه قبل أن يكذب على الآخرين ، فلا يوجد إنسان لا يريد هذه المشاعر إما أن يعطيها أو تعطى له .
فالكل يريد الإهتمام والحب والحنان والرقة والطيبة والإحترام والتقدير الكلام الطيب …. إلخ .
لكن هناك أنواع من البشر لديهم بخل فى المشاعر والإحساس والكلمات لكل من حولهم ، وخاصة لو كان صغار ، ففى تقديرهم إنهم صغار لا يفهمون ، لا يشعرون ، لا مشاعر لديهم .
فنجد لا كلمة طيبة ، ولا صدر حنون يحتوى ، ولا كف رقبق يربت على الصغار فى موقف ما أو مشكلة ما ، ولا نظرة عين تطمئن القلوب ولا تخاف ياصغيرى أنا معك ، إن الصغير يكبر ويشب على الخواء العاطفى ، لا يعرف معنى الحب والحنان ولا الرحمة ، إذا شاهد غيره فى موقف ما لا يعلم كيف يتعامل معه ولا ماذا يقول له لأنه ببساطة عندما مر بهذا الموقف قبله فلم يجد من يقف معه ، أو لا يعلم ماذا يفعل أو ماذا يقول لأنه لم يتربى وينشأ على الحنان أو العاطفة ، بل الشدة والقسوة أحيانا كثيرة .
لكل أسرة تعتقد أنها إذا علمت وربت أولادها على الشدة والقسوة وأن الدلع والحنية والطيبة وهذه المشاعر ستجعل أولادها ضعيفة وشخصيات طيبة فلا نريد إلا أولاد قوية وشخصيات قاسية اعلموا جيدا أنكم تربون جيلا قاسبا لا يوجد داخل قلبه رحمة ولا شفقة وأول من يشعر بذلك الوالدين اللذان قاما بتهيئة الأولاد على الشدة والقسوة والكلمات الجادة التى لا يوجد بها رقة للتعامل حتى .
إن رسول الله صل الله عليه وسلم قال فيه ربه سبحانه وتعالى..(لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) إنه رسول البشرية للعالم اجمع الذى تبنى الرحمة والحنان والحب رغم النبوة وحمل الأمة الإسلامية على كتفيه لكنه كان يلاعب الصغار قبل الكبار ، كان ضحوكا مبتسما يسعد من حوله ، فلماذا لا يكون لنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة ، حتى صلاته كان أحفاده يلعبون ويركبون على ظهره الشريف ، وكان يتركهم حتى يفرغوا ، كان يقبل أحفاده ويضمهم ، كان الرسول الكريم يلاعب ويتكلم وينصت إلى شكوى الصغار .
أليس لنا فى رسولنا الكريم قدوة حسنة !
لماذا أصبح البخل والحرمان العاطفى للصغار منتشرا ، لعلنا نجد بعض الأسر تقول اننى لا أحرم أولادى من شىء أعمل ليل نهار لأوفر لهم مايريدون ، كما تعمل لتوفير مستلزمات الحياة اعمل او اعملى لتوفير حياة نفسية سوية لأولادكم ، فلا تتركوهم للحرمان يأكل من روحهم ، ويشعرون بالنقص والحرمان والغيرة من أصدقائهم عندما يرون اهتمام ذويهم بهم وهم لا ،
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

قد يعجبك ايضا
تعليقات