القاهرية
العالم بين يديك

“نادي القراءة”… بوّابة نحو رفوف المكتبات وبوح الشّعراء وأقلام الباحثين في آثار المبدعين…

118

بقلم/ فاطمة عبد القادر من تونس

متابعة / عبدالله القطري 

أصبوحة الجمعة 24 فيفري 2023 بجمعيّة ابن عرفة بالمدرسة السّليمانية يديرها الدّكتور محمد رضا الماجري بحضور الأستاذ سوف عبيد…

مجلس يحضره أيضا صديق الأدباء والمبدعين القارئ الجيّد السيّد أحمد جلّيد صاحب التدخّلات الرّشيقة والهادفة والمصوِّبة .
افتتح الدّكتور محمد رضا الماجري جلسته بالتّرحيب بروّاد مجلسه وأخذنا بمناسبة استقرار الطّقس واقتراب فصل الرّبيع إلى أهميّة التّقويم العجمي في الفلاحة واقفا عند مصطلحات هامة رائجة عند التّونسيين كالعزارى وأصل تسمية الكلمة ومرّ على” قرّة العنز” واختلاف مفهومها في الثقافات والحضارات وأصل قصة عيد الحب “le Saint Valentin “ونشأته كما تحدّث عن الجمرات التي منها جمرة الهواء 28فيفري بما تحدثه من تغيير في الفلاحة والطّبيعة عموما ..
الدّكتور محمد رضا الماجري لا يفوّت فرصة المرور على الأمثال الشّعبية ،هذا الإرث الثّقافي التّونسي الذي يؤرّخ ويوثّق لثقافة مجتمعنا ..كان مَثَل هذه الأصبوحة 《من التمنتش تعمل بوقال》.مثلٌ يحيلنا على قدرة المرأة التّونسية على الإبداع والابتكار من اللّاشيء كما يحيلنا على اللّباس التقليدي التّونسي وأنواعه ورموز تطريزه ومناسبات لبسه …
من روّاد مجلس القراءة الدّكتور *الحبيب بن خليفة رغم مجال تخصّصه(الطب) إلا أنه موسوعة علميّة وأدبية محبّ للأدب عمل على الغوص فيه من خلال إتقانه للّغات وخاصة اللّغة اللاّتينية أولى بوّابات المعارف..قرأ لنا مقالا من جريدة le monde الصّادرة عام 1987.مقال يبرز أهمية القراءة ويحثّ على السّفر بين الكتب (سنرفق هذا المقال بالتقرير…)
أمّا الأستاذ سوف عبيد فقد كانت مداخلته قيّمة بمناسبة ذكرى ميلاد أبي القاسم الشابي (24فيفري1909 )مداخلة سلّطت الضّوء على كتابات الشّاعر الخالد في كتابه”الضّفة الثالثة” وردت فيه قراءة في غير أشعار أغاني الحياة.. سوف عبيد كتب عن الشّابي وحقّق نصوصه في كتبه وأفرد له بحثا في هذا المؤلَّف “الضفة الثالثة”يكشف فيه بعض كتاباته النثرية التي جمّعها من الجرائد والمجلات وقد استغرق ذلك عقدين من البحث وهي حوالي خمسة عشر نصّا وأخذنا في معرض الحديث إلى طبعتي أغاني الحياة وأوجه الاختلاف بينهما كما عرّج على نصوصه التي نشرها قبل وفاته في الجرائد العربية ومرّ في حديثه على مقطوعة “الحق” قصيدة بعشرة أبيات أشار بعد تحقيقه لأغاني الحياة إلى غيابها وورود بيتين منها فقط في قصيدة “الطاغية”مما يبرز أن الشابي في عمره القصير قد طوّر تجربته الشّعرية فأضاف و أنقص كما في قصيدة “تونس الجميلة ” هذا الشّاعر كما قال الأستاذ سوف عبيد مازال يجلب أقلام الباحثين والنّقاد وليس أدلّ على ذلك من هذا البحث الذي كشف كتاباته النثرية …وقرأ الدكتور رضا الماجري بلغة موليير نصّا مؤثّرا ” Mon fils je suis dans le dernier wagon” لدويستويفسكي .
*صفوان بن مراد شاعر المواقف والقضايا يقرأ قصيدة “بلا عنوان” قصيدة تضجّ بالصّور والرّموز استوقفت روّاد المجلس الذين تفاعلوا معها ومضوا إلى تصنيف كتابات الشاعر الثائر وتثمينها …كيف لا.. وهو رجل القانون الذي ينتصر للحق والانسان والقضايا العادلة
ثم قرأ الاستاذ سوف عبيد بطلب من الدكتور الحبيب بن خليفة قصيدة “الأبواب “من أين تدخل تونس سيدي…”
وقرأت سعيدة السّعدي نصّا رمزيا بالدّارجة يبرز العلاقة بين المرأة والرّجل ثم أضافت ومضات بالدّارجة أيضا وهي سبّاقة في هذا النّوع من الإبداع …
* الزجّال عبد الحكيم زريّر فاجأنا في هذه الأصبوحة بقصيدة عاطفية بالفصحى عنونها ب “سراب النّعيم “قصيدة موزونة وهو الذي عوّدنا على قصائد الزجل السّاخرة التي تسلّط الضوء على الظّواهر الاجتماعية وتوثّق للتّراث والأمكنة والأزمنة …
ثم قرأت في ختام الجلسة الشاعرة فاطمة عبد القادر قصيدة عمودية “بكل المداد وكل الكلام”…كانت قد قرأتها في جلسة سابقة اصرارا منها على الانتصار لحرية المرأة في الإبداع..

القراءآت…بين حاضر نتصفّحه ..وزمن جميل فات.

فاطمة عبد القادر

قد يعجبك ايضا
تعليقات