القاهرية
العالم بين يديك

أشواق بينيلوب

116

منيرة الحاج يوسف/جربة تونس

متابعة /عبدالله القطاري
عندما أعتلي صهوةَ الذّكرياتِ

تنهمرُ من عيوني وابلًا من دموعٍ
تسيلُ على وجنتيّ…كاليُنبوعِ
أتذوّقُكَ مرارةً للغيابِ
أرسمُك شمسًا
تضيءُ…كلَّ الكونِ
تصارعُها الأقدارُ
وأنتظرُ…
تهمسُ شمسُ النَّهارِ
أنّها تشرقُ من عيْنيكَ
تصارعُ الغيومَ
تهزِم السّحابَ
القمرُ يزرعُك
في وحشةِ الّليلِ قنديلاً
يا أوديسيوسُ
مازلتُ مُذ رَكبكَ البحرُ
أنتظرُ
عودةَ أمواجِه
مازلتُ أشرَبُ نخبَك كلَّ ليلةٍ
أراقصُكَ
أُعدُّ لك شرابَ العنبِ…
أعُدُّ قبلاتِك
يثملني هواكَ
أنسجُ كفَنا للخاطِب الجديدِ
وأنتظرُ…
يا أوديسيوسُ
في أيِّ جزيرةٍ تُراك؟
أنتَ تَسكُنني، ولا أرَى سِواكَ
مهما قدّموا الهَدايَا
مهمَا احْتالُوا كَي أنساكَ
لن تسرح عيوني في غير سمائك
شجرةُ الزّيتونِ في غرفَتِنا
نمت، تظلِّلنِي أغصانُها
عندما أنامُ تَحمِينِي
تماما كما أوْصيْتَها
عندما ودّعتنِي
ودمعُك يَكوِيني
تليماكْ، وَحيدُنا
لو تدري كم تشبهُ عيونَه عينَاك
مثلي أنا، يَشتاقُ
يحنُّ كلَّ حينٍ
لضمّةٍ وقبلةٍ يُحيِي بها ذكراكَ
وحيدكُ كما أنا
ننتظرُ
يحْلو لنا بعدَ الغيابِ لِقاكَ

قد يعجبك ايضا
تعليقات