القاهرية
العالم بين يديك

خاطرة : أنا بانتظارك

122

شفيق بن البشير غربال من صفاقس
متابعة عبدالله القطاري من تونس

تركها تغزل أحلامها على حافة الأمل .. وعدها مقسما بحبهما أن يعود .. كانت نبراته الدافئة و ترقرق الدمع في عينيه و ارتعاش صوته تكفي كلها لتقبل الانتظار حلاّ ووعدا .. ما عهدته يخلف وعده ولكن هذه المرّة !؟ .. عليها أن تخرس الوسواس بداخلها .. هي تعرف أن هنالك وراء البحار فاتنات يقطفن شباب الوافدين و يمتصصن رحيقهم ! وهي تعلم يقينا أنّ التحصّن بالقيم والأخلاق والعهد قد تسقط جدرانه وتتهاوى على مذبح الخيانة .. وهي تدرك يقينا أن من أخذ قلبها في سفره أنقى من الماء الزلال وأمسك للعهد بنواجذ ما يجمعهما من حبّ .
” أنا بانتظارك ” ، صدعت بها حنجرتها و غسّلتها ببَرَد تساقط من مقلتيها نزلت على قلبها بردا وسلاما .. واستشعرت في لحظة الوداع بوخزة انخلع لها قلبها ولم تدر ما هي .. أتُراه يعود !؟ وما عساها تفعل إن لم يعد !؟ لا تثريب عليها في ظنونها ، فالمحبّ مشوق لمن يحبّ وإن فارق و ناء بالسفر . أليس الغائب يظل حاضرا في نظر المحبّ الصادق !؟
ردّدت بينها وبين نفسها :
” أنا بانتظارك
طال الزمان أم قصُرْ
لن يفرّق القدر بيننا
أنت لي .. فأين المفرّ !؟ ”

بقلمي : شفيق بن البشير غربال
24 فيفري 2023

قد يعجبك ايضا
تعليقات