القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

هدية خليل الرَّحمن لأُمَّةِ الإسلام

223

بقلم/ حسن محمود الشريف 
من المعلومِ أنَّ نَبِينّا محمد صلى الله عليه وسلم التقى بالأنبياء في الملئ الأعلى في تلك الرحلةِ العظيمةِ رحلة الإسراءِ والمعراجِ ، التقى بإخوانه الأنبياء في السماءِ ، والتقى بهم في الأرضِ ، وأَمَّهم في الصلاةِ في المسجدِ الأقصى ، و هذه الرحلةِ آياتٍ و معجزاتٍ ، ومن الأنبياء الَّذِين التقى بِهم النَبِيُّ صلى الله عليه وسلم سيدنا إبراهيم عَليِّه السلام وكان نَبِيُّ الله إبراهيم فى السماءِ السابعة جَالِس بجوارِ البيتِ المعمورِ و سَلَّم عليه النَبِيُّ محمد صلى الله عليه و سلم وقال له نَبِىُّ الله إبراهيم مرحباً بالابنِ الصالحِ والنَبِيِّ الصالحِ ثُمَّ أعطى النَبِيَّ هديةً لأُمَّةِ الإسلام و قال له أبونا إبراهيم عليه السلام، فقال لابنه الخليلِ محمد صلى الله عليه وسلم أقْرِئ أُمَّتك مني السلام ، وحقٌّ على كل مسلمٍ سمِع هذا البلاغ أن يُجيب ويقول : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا نَبِيّ الله إبراهيم ، وشرفٌ له أن يرد هذا السلام.

ويُوضِّح هذا ما ثُبِتَ في جامع الإمام الترمذي رَحِمّهُ الله عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لقِيت إبراهيم ليلةِ أُسري بي ، فقال: يا محمد، أقْرِئ أُمتك مني السلام – فنقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا خليل الرَّحمنِ ، يا أبانا إبراهيم ، وعلى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أيضًا – وأَخْبِرْهم أنَّ الجنةَ طيبة التُربة، عَذْبَة الماء ، وأنها قِيعان، وأنَّ غِراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله ، والله أكبر))
لقد عبَّر خليلُ الرَّحمنِ عن حُبهِ لهذه الأُمَّة، وأنَّه حريصٌ على أن تكونَ هذه الأُمَّة بكُليَّتِها في جَنّةِ النعيم، فبيَّن لهم حقيقة الجنة والنعيم الَّذِي فيها، أخبَرهم أنَّ الجنةَ طيبة التُربة عَذْبَة الماء، فليحرِصوا على هذه الدار ، دار أبيهم آدم الَّتِي أُخرِج منها ، دارُ النعيم المُقيم ، و لا يُفرِّطوا فيها ؛ فإن النَعِيمَ كلُ النَعِيمِ فيها: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴾ [الإنسان: 20].

ومعنى أنَّ الجنةَ طيبة التُربة، ذَلِك أنَّ تُربَتِها الزعفران والمِسك، ليس كتُربةُ الأرضِ، لكنَّها تربةٌ كريمة الطيبِ والنقاء ، وكل معنى جميلٍ ، عَذْبَة الماء ليس ماء أسنًا، وليس ماء مالحًا، بل إنَّه ماء يتدفق منه النعيم مع كل جرعة ، وكل نْظرة إليّه وهو يتدفقُ بين أنحاءِ الجنةِ، ومن تحتِ قصورِ أهلِها، فالماء كما أنه في الدنيا من مقتضيات التنعُّمِ بالحياةِ، فكذلك كان في الآخرة ، لكن ماء الآخرة – ماء الجنة – ليس كماء الدنيا، إنما اشتركًا في الأسماءِ، و اختلافاً في الحقائق والوقائع !
أَخْبِرْهم أنَّ الجنة طيبة التربة، عَذْبَة الماء ، وأنها قِيعان؛ قال العلماء: “قيعان: جمع قاع، والقاع هو المكان الفسيح الَّذِي لا شجرُ فيهِ ولا نَبتُ ولا بِناءُ”، ثُمَّ قال: إنَّ هذه القِيعان بحاجةٍ للبناءِ ، بحاجةٍ لأن تُزرَع وأن يُغرَسَ فيها، و غِراس الجنةٍ ليس كما في الدنيا بالبناء الذي يشتط الناس لأجله، ولكنه بهذه الكلماتِ الباقياتِ الصالحاتِ : سبحان الله ، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ، ما يقول المؤمن من كلمة منها، إلا غُرِس له بها في جنته شجرةٌ ، فليَستكثِر كلُ امرئٍ أو يَستقل
فاستحق نَبِيُّ الله ابراهيم عليه السلام أن نصلى عليه مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الصلاة بالصيغة الإبراهيميه
اللهم صلِ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيدٌ .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات