كتب/ محمد حسني
قد ظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من المشاكل والصراعات الداخلية بعضها تأتي من الأحقاد والبعض الآخر نفوس سيئة بغيضة هدفها الوقيعة وقد أصبح الظالم مجني عليه والمظلوم هو الجاني فيشك الرجل فى زوجته والحبيب في محبوبته بسبب المعلومات المسمومة التي تبث يوميا من نفوس كارهه للحياة أو لأهداف الوقيعه العامة فقد مثلها شكسبير فبروتس صديق القيصر حين اغتياله أنه لم يمت ولم يحزن من جميع الطعنات إنما قتله طعنة صديقه بروتوس لما يتوقع إنها آتيه منه فقد توقع طعنات الجميع لكنه سقط بطعنة صديقه الوحيد ذو الثقة لا أنكر أن الجميع به عيوب والبعض عيوب فادحة ليس لها طائل لكن أيضا جاء في الأمثال الشعبية جملة صحبك علي عيبه أن ليس ما أقوله إسقاط علي مشكلة محدده لكن يجب الحذر ثم الحذر فصديق اليوم عدو الغد وقد قالها الأستاذ أنيس منصور رحمه الله عليه
“وأن الناس لا رأي لهم.. وإنما الرأي يجيء تعليقا على المصالح.. وأن صديق اليوم عدو الغد.. وأن عدو اليوم صديق الغد.. ولذلك فلا صداقة تدوم، ولا عداوة تدوم.. وإنما المصالح هي التي تدوم.. فهل تحزن على ما أصاب الإنسان، حين انعدمت القيم والأخلاق والمبادئ، وأنه ألف رحمة تنزل على ناس زمان الذين هم أبي وأبوك وجدك وجدتك؟!”
وقد تاتي الطعنه مثل طعنه بروتوس او ياتي مثل اخوه يوسف عليه السلام في بئر عميق مع انكار تام بالفعل فقد انقلبت الامور وننتظر حدوث الاسوأ فالاسوأ لم ياتي بعد فليرحمنا الله جمعيا وللعلم ومن باب العلم يجب ان تعلم انه لا نستطيع مشاركتك البكاء على الماضي فقد انقضى والدموع لا تعيده والحزن لا يبعث من في القبور وإنما هذه هي الحقيقة إن قلتها فأنت حر وإن رفضتها فأنت حر أيضا.
ولذلك جاء في الأثر: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.
وأسوأ أعدائك صديق قد انقلب عدوا.