القاهرية
العالم بين يديك

العمر الثاني

319

كتبت_سها نافع

 

فــأرفع لِنفســك ذِكـــرها

فالذكر للأنسان عمرًا ثانِ.

 

لم تكن قراءتي لهذا البيت كعادتي في قراءة الأبيات الشعرية ، فكلما أنتقلت لقراءة البيت الذي يليه أجدني قد عاودت النظر إليه مرة أخرى ، وفي كل مرة أستشعر أنني أقف أمام بيتًا أقصد كنزًا من المعاني

ثم توقفت وأطلت النظر إليه كثيرًا وتساءلت :

كيف يكون للأنسان عمرًا ثانٍ ؟؟!!

فحينما يتحلى المرء بالخلق الرفيع و احترام الجميع وصدق اللسان وعفته ” ولا شيء أطيب من اللسان إذا طاب ولا أخبث منه إذا خبث” ، يتعلم كيف يعفو ومتى ينصح.

غني النفس فخورًا لا غرورًا. طيب القلب رقيق المشاعر. متغافلًا من أجل بقاء الود متسامحًا.

حيي الوجه ، لا يفكر في نفسه. ذاكرًا معروفًا ويعرف كيف يقدمه وكيف يتقبله و…….

وقتها يصل المرء لمفاتيح القلوب ويخترق أعماقها دون أن ينطق بكلمة واحدة.

و هنا فقط يمتلك العمر الثاني. وحينما تأتي ساعةُ ويحين قدره ويطبق عليه قانون الحياة يمسي من هذه الدنيا راحلًا ويصبح فيها حيا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات