القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

قصة واقعية للسيدة أم كلثوم

142

نهال يونس

بعد خمسة أشهر من نكسة يونيو 67 وافقت أم كلثوم علي أن تغني في باريس .فاتصل بها برونو كاكوتركس مدير مسرح الأولمبيا ليتفق معها على المقابل المادي الذي ستحصل عليه.
اقترب موعد الحفل ولم تباع سوى نصف التذاكر
وبمجرد أن وصلت ام كلثوم إلى مطار شارل ديجول قالت كلمتين فقط (ايوة هاغني)
تأكد الجميع أن كوكب الشرق سوف تغني لأول مرة بعد النكسة فنفدت التذاكر قبل أن تصل إلى غرفتها بالفندق وتدفقت الطائرات من كل مكان تحمل المستمعين إلى باريس وعندما أجرت بروفاتها علي المسرح لم يصدق مدير المسرح نفسه من جمال صوتها فطبع قبلة علي يدها
وجاء يوم الحفل وتقدم جلال معوض لتقديمها فأخذه الحماس وقال اليوم تغني أم كلثوم في باريس وغدا تغني في القدس وصفقت الجماهير واشتعل المسرح وانزعج المدير وذهب إلى أم كلثوم ليخبرها بإنزعاجه وأن الحدث ليس مناسبة سياسية لنتحدث عن القدس
فكان رد أم كلثوم :لا يا أستاذ نحن في مناسبة وطنية وأنا أغني من أجل بلدي وإيراد هذه الحفلة سيذهب إلى المجهود الحربي وعموما وحتى أرفع عنك الحرج أنا متنازلة عن اتفاقنا و من الممكن ألا تغني لو هناك إصرار علي رأيك واستدارت إلى فرقتها وقالت اجمعوا الآلات ياشباب لن أغنى اليوم
فلم ينطق الرجل سوى كلمة واحدة موافق
وغنت أم كلثوم كما لم تغن من قبل وطال الحفل حتى الثانية صباحا لأول مرة في باريس واشتعلت الصحف الفرنسية لوموند ولوفيجارو وباريس دي سوار وأطلقوا علي هذا الحدث ..المعجزة الخارقة
وعندما رحلت أم كلثوم رثاها ملوك ورؤساء العالم
عندما كانت مصر تتكلم فيصمت العالم

قد يعجبك ايضا
تعليقات