القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

عمليات زراعة القوقعة ما لها وما عليها

547

معاناة الأطفال ممن يعانون من الصم وضعف السمع بعد زراعة القوقعة

عمليات زراعة القوقعة لا تصل لمساعيها السامية بسبب عدم توفر قطع الغيار

حوار رانيا ضيف

نطرح اليوم ملفًا هامًا يؤرق آلاف الأسر المصرية ويكدر حياتهم وقبل البدء في تناول الموضوع نرحب بالأخصائي أشرف مجدي أخصائي التخاطب وتأهيل أطفال زراعة القوقعة وضعاف السمع ومدير فروع مركز معا لتنمية مهارات ضعاف السمع .

أولادنا هم شباب الغد ومستقبل البلاد والاهتمام بصحتهم البدنية والنفسية كان من أولى أولويات الحكومة بناءً على توصيات السيسي
فكان هناك عدة برامج تطرحها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لمحاربة البدانة والتقزم والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وخلافه ومن ضمن تلك الجهود والملفات الهامة كانت زراعة القوقعة لمقاومة الصم وضعف السمع .

في البداية دعنا نعطي فكرة للقراء عن تلك العملية قبل مناقشة المشكلة ..

-زراعة القوقعة ( Cochlear implant)‏
هي عملية جراحية يُغرس فيها جهاز إلكتروني داخل الأذن الداخلية للمساعدة على السمع، وينقسم الجهاز إلى قسمين: الأول داخلي يسمى القوقعة المزروعة والثاني خارجي يسمى المبرمج أو معالج الكلام حيث يزرع الجزء الأول أثناء العملية بينما يُركب الجزء الثاني بعد العملية بأربعة أسابيع، ولا تُعيد زراعة القوقعة السمع للأشخاص المصابين بضعف السمع إطلاقًا وإنما تعمل على تحفيز العصب السمعي مباشرة بتجاوز الجزء التالف والمختص بالسمع في القوقعة الطبيعية، فالجهاز يرسل إشارات كهربائية مباشرة لعصب السمع والذي ينقلها بدوره إلى الدماغ، وتناسب القوقعة الإلكترونية الأطفال المصابين بالصمم قبل أو بعد تعلمهم للغة، ولكن لا تُجرى في البالغين قبل اكتسابهم للغة.

ما تأثير عملية زرع القوقعة على الأطفال ؟

-أصبح الأطفال الذين يزرعون القوقعة أكثر فاعلية لتلقى التعليم شفويا كباقي الأطفال، ودون الحاجة إلي لغة الإشارة. لذلك فزراعة القوقعة واحدة من العوامل التكنولوجية والاجتماعية التي تسببت في انخفاض لغات الإشارة في العصر الحديث. وسرعة تلقي التعليم تنهض بهم في كل جوانب حياتهم .

قامت الدولة المصرية بدور فعال في توفير الأجهزة الخاصة بعملية زراعة القوقعة وإجرائها بالمجان للأطفال الذين يعانون من الصم أو ضعف السمع فهل نجحت تلك المساعي حسب رؤيتك وما تكلفة تلك العملية ؟
-طبعا الدولة بذلت جهد كبير في هذا الموضوع، لأن لا يوجد حل آخر لهؤلاء الأطفال غير زراعة القوقعة .
رغم أن تكلفة العملية غالية جدا ويتفاوت تمن الأجهزة
فهناك أجهزة قد تصل التكلفة لمليون جنيه وهناك أجهزة تتجاوز ١٠ آلاف دولار
فالدولة تتكفل بالتكلفة وتوفر الجهاز الداخلي والخارجي كما أنها توفر خدمة البرمجة مجانا وفي المستشفيات الحكومية توفر جلسات تخاطب ومتابعة مجانا لمدة سنتين تقريبا بعد العملية.

قمت ببث فيديو عبر أحد وسائل التواصل الاجتماعي تناقش فيه مشكلة الأطفال وأهاليهم الذين تم زراعة قوقعة لهم، فما المشكلة ؟

مشكلة زراعة القوقعة زي ما يكون الدولة عطت لك عربية بمليون جنيه وانت من محدودي الدخل وقالت لك اصرف عليها انت صيانة وقطع غيار .
ما يحدث هو إنه القوقعة مجرد قطع بلاستيك زي الهاند فري وسلوك رفيعة وأقل سلك يكلفنا ٧ أو ٨ آلاف جنيه وبطارية صغيرة جدا محتاجة تتغير تكلفتها ١٠ آلاف جنيه
وكل ذلك ممكن نقدر عليه
إنما المشكلة إن هناك جزء صغير في السماعة اسمه processor
وده تمن تصليحه فقط ٣٢ ألف جنيه
يعني محتاج أوفر ٣٢ ألف جنيه مقابل ان ابني يرجع يسمع تاني!

طيب فرضا قدرنا نوفر ٣٢ ألف أو زي ما يكون
المشكلة أن الأجهزة الجديدة ليس لها قطع غيار في مصر أصلا بسبب أزمة الدولار ..
أنا معايا أطفال منهم طفل اسمه أحمد
دفع الفلوس في الشركة من شهرين ونص ومستني يكلموه يقولوا له أن قطع الغيار وصلت تعالى استلمها !
يعني الطفل بعد ما بدأ يسمع وبدأ يتكلم بيتم حرمانه من نعمة السمع تاني لأن مفيش قطع غيار في مصر
احنا مستنيين الشركات تحن علينا وتجيب لنا قطع غيار !

في حالة تأخر تركيب قطع غيار ما النتائج السلبية المتوقعة ؟
يُحرم الطفل من نعمة السمع مرة أخرى وحسب طول فترة انقطاع السمع نقوم بإعادة البرمجة مرة أخرى وتذهب كل جهودنا السابقة هباءً بالإضافة لما تسببه المشكلة من أذى نفسي شديد للطفل وحزن وقلة حيلة لدى والديه.

ما الإجراءات التي يجب على الدولة اتخاذها لحل هذه المشكلة ؟

الحل أن الدولة هي اللي تاخد الموضوع ده وتوفر قطع الغيار، لا تتركه في يد الشركات لأن الشركات مش بتدور على مشكلة طفل بل كل ما تبحث عنه هو المكسب المادي لا غير.

المطلوب من الدولة يبقى عندها سياسة ما بعد البيع أو سياسة ما بعد زراعة القوقعة،
أنه الطفل له في السنة مثلا ان المكبر يتغير من غير مقابل .
أو إن الطفل له كل سنة أو كل ستة أشهر يغير كابل بلا مقابل أو بطارية بلا مقابل لإن بالوضع ده
الأهل هيقدروا على التخاطب ولا قطع الغيار ولا البرمجة ولا الدراسة ولا ولا ..
الموضوع بقى صعب أكتر من حمل أي حد
زي ما قولت من شوية إن حتى الناس اللي معاها فلوس ودفعت الفلوس مش قادرة تجيب قطع الغيار لأنها مش موجودة في مصر فلازم يكون فيه حل من الدولة لإن الأطفال دي كل يوم بتتأخر
كل يوم الطفل نفسيا بيسوء وحالته بتتدهور
الله المستعان .

نشكر أخصائي التخاطب أشرف مجدي على طرحه لتلك المشكلة وعلى اقتراحاته لحل أزمة أطفالنا وأهاليهم .
ونرجو أن يلقى هذا الملف دراسة من الحكومة لأخذ كافة الإجراءات التي تكلل مساعي الدولة في رفع المعاناة عن كاهل هؤلاء الأطفال وأهاليهم. فعدم توفر قطع الغيار وارتفاع ثمنها لا يحقق الهدف السامي التي تكبدت الدولة تكلفة عالية جدا للوصول إليه .

قد يعجبك ايضا
تعليقات