القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

آيات الله الكونية للتخويف

233

بقلم حسن محمود الشريف
إنّ ما يحدث في هذه الأيام يستوجِب على المؤمن أن يقرأ الأحداثَ الكونية من زاويةٍ أُخرَى، كالكُسوف والخُسوف والزَلازِل والبراكين والفيضانات وكذلك إرتفاع الأسعار الذى يظهر للجميع ، وجميع ما يُقدِّره الخالق سبحانه وتعالى من أحداثٍ كونيةٍ تحتاج إلى التأمُل والتفكير.
إنّ ما وقع من زَلازلِ ما بين تركيا وسوريا والعراق وأحسَّ بهِ أهلَ مِصر وشَعروا بهِ، والذي مات فيه خلقٌ يُقَدَّر عددهم بعددٍ كبيرٍ والجرحى بالآلاف، ليستدعي وقفة تَأمُل واعتِبار من المؤمن المُوحِد بالله العليّ العظيم، وأن لا يمُرَّ دون مُحاسبةٍ ومراجعةٍ للنفس، و ما هو المنهج الشرعي إذا وقعت مثل هذه الأحداثُ الكونية ؟، وكيف كان يتعامل السلف رحِمهُم الله معها؟

عندما زُلزِلت الكوفة على عهد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال : “يا أَيُّها الناس إنّ ربكم يستعتِبَكُم فاعتبوه”.

وعندما اهتزت الأرض تحت أقدام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المدينة المنورة

لم يقل عُمر إنّها “ظاهرة طبيعية” وإنّما قال:

( أَيُّها الناسَ ما كانت هذِه الزلزلة إلا عند شيءٍ أَحدثتُمّوه والذي نفسي بيدِه إن عادت لا أُساكِنكُم فيها أبداً ).
‏تَخيل يقول هذا في المدينة وكَثيرٌ مِن أَهلِها حِينذَاك هُم أصحابِ رَسول الله صلى الله عليه وسلم،
هكذا فهم عمر رضي الله عنه أنّ الله جل وعلا ما يُرسِل بالآياتِ إلا تخويفاً..
إنّ قول سيدنا عُمر بن الخطاب رَضي الله عَنه”مَا أَسْرَعَ مَا أَحْدَثْتُمْ”، ليعطي دلالةً واضحةً أنّه مَا كَثُرَتِ المَعَاصِي وَارتُكِبَتِ الكَبَائِرُ وَالمُوبِقَاتُ، وَلا شَاعَتِ الفَوَاحِشُ وَاستُسِيغَتِ المُخَالَفَاتُ وَالمُنكَرَاتُ، وَلا انتَشَرَ الظُّلمُ وَالقَتلُ وَعَمَّ الطُّغيَانُ، إِلاَّ نَزَلَتِ العُقُوبَاتُ وَكَثُرَتِ المَصَائِبُ العَامَّةُ، مِنَ الأَعَاصِيرِ المُهلِكَةِ وَالفَيَضَانَاتِ المُغرِقَةِ، وَالزَّلازِلِ المُدَمِّرَةِ وَالبَرَاكِينِ المُحرِقَةِ، وَالحُرُوبِ الطَّاحِنَةِ وَالأَمرَاضِ الفَتَّاكَةِ، وَالطَّوَاعِينِ العَامَّةِ وَالآفَاتِ القَاضِيَةِ، وَالنَّقصِ في النُّفُوسِ وَفَسَادِ الزُّرُوعِ وَالثِّمَارِ، مِمَّا يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ العِبَادَ وَيُذَكِّرُهُم بِقُوَّتِهِ وَسَطوَتِهِ.
آيات الله الكونية للتخويف ولإشعار الإنسان بقدرةِ الله وقُوتِه، الموفق يتذَكر ويتعِظ ويعتَبِر والمَحروم يتكبر،
قال قتادة رَحمه الله: إنّ الله يخوف الناس بما شاء من آياتِه لعلهم يرجِعون،
قال تعالى ﴿ ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ وَالبَحرِ بما كَسَبَت أَيدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُونَ ﴾
وقال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنيُّ الحَمِيدُ * إِن يَشَأْ يُذهِبْكُم وَيَأتِ بِخَلقٍ جَدِيدٍ. وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ * وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزرَ أُخرَىَ وَإِنْ تَدعُ مُثقَلَةٌ إِلىَ حِملِهَا لا يُحمَلْ مِنهُ شَيءٌ وَلَو كَانَ ذَا قُربىَ إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخشَونَ رَبَّهُم بِالغَيبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفسِهِ وَإِلى الله المصير.﴾

فاستغفروا الله وتوبوا إليه…….

اللهم نسألك لُطفكَ ورَحمتك، اللهم إنّا نسألك لُطفكُ بالعِبادِ والبِلادِ واحفظ بلادَ المُسلمين من كلِ مكروهٍ و سوءٍ .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات