القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مقام إبراهيم عليه السلام

110

د. إيمان بشير ابوكبدة

يقع مقام إبراهيم عليه السلام في المسجد الحرام بجانب الكعبة المشرفة.

يكتسب المقام قداسته من إبراهيم عليه السلام الذي استخدم في بناء الكعبة حجراً كبيراً أو صخرة ليكمل بناء القسم الأعلى من الكعبة. وكان يحركها من مكان إلى آخر حسب ما قضت الحاجة أثناء البناء. ولما انتهى من البناء بقيت الصخرة خارج بناء الكعبة عند جدارها الشرقي.

لقد كان مقام إبراهيم عليه السلام ملاصقا لجدار الكعبة المشرفة، واستمر كذلك في عهد الجاهلية وعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعهد أبي بكر الصديق، وإنما أخره عن جدار الكعبة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

فضائل مقام إبراهيم عليه السلام
فيه علامات بينات من قدر الله وآثار خليله إبراهيم، منهن أثر قدم خليله إبراهيم – عليه السلام – في الحجر الذي قام عليه.

ومن فضائله: أنه ياقوتة من يواقيت الجنة، فقد روى الإمام أحمد والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: أنشد بالله ثلاثا ووضع أصبعه في أذنيه، لسمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يقول: «إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ، طمس الله نورهما، ولولا أن الله طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب».

قال المؤرخ الشيخ حسين عبدالله باسلامة (ولد بمكة عام 1299ه وتوفي بالطائف عام 1359ه)، في وصف حجر المقام

“فهو حجر رخو من نوع حجر الماء، ولم يكن من الحجر الصوان، وهو مربع على وجه الإجمال، ومساحته ذراع يد في ذراع يد طولا وعرضا وارتفاعا، أو نحو خمسين سنتيمتر في مثلها طولا وعرضا وارتفاعا، وفي وسطه أثر قدمي إبراهيم الخليل – عليه السلام، وهي حفرتان على شكل بيضوي مستطيل، وقد حفرهما الناس بمسح الأيدي ووضع ماء زمزم فيها مرات عديدة، فنتج من كثرة مرور الأيدي في أثر القدمين واستبدال موضعهما حفرتان، كما دل على ذلك الروايات.

وقد رأيت حجر المقام بعيني سنة (1332هـ) بصحبة صاحب الفضيلة رئيس السدنة في تلك السنة محمد صالح بن أحمد بن محمد الشيبي، فوجدته مصفحا بالفضة، وهو موضوع على قاعدة، وشكله مربع كما وصفته، ولونه بين البياض والسواد والصفرة، ورأيت أثر القدمين”.

قد يعجبك ايضا
تعليقات