القاهرية
العالم بين يديك

الحمار والغابة الجزء الأخير

124

بقلم/ سامح بسيوني

أسفر اجتماع الحمير على قبول الحكم، احتفالية كبيرة في الغابة؛ لتنصيب الحمار ملكًا.

الحمار يدلي بخطاب للغاية يوضح فيها القوانين والتشريعات الجديدة للخروج من الأزمة.

الحمار يوجه خطابًا رائعًا للغابة وضح فيه بعض النقاط.

أولها: قانون الإيثار والتكافل الاجتماعي.
ثانيهما: الوحدة وقوة الاعتصام والاتحاد حتي نستطيع أن نخرج من الأزمة الإقتصادية.
ثالثهما: نشر الأمن العام في الغابة بمساعدة الفيلة لما لها من حب من جميع أنحاء الغابة.
رابعًا: الحيوانات كلها سواسية في الحقوق والواجبات.
خامسًا: الحيوان لا يقتل حيوان مثله.
هتاف شديد لهذا الخطاب من عامة الحيوانات؛ فرحة بهذا الخطاب الذي يبث روح التفاؤل والحماسة في النفوس، مما أثار حفيظة الذئب.

الحمار يبدأ ببعض الإصلاحات الإاقتصادية من زراعة وتجارة ويغلق باب الاستيراد والتصدير من الخارج.
الهدوء يعود إلى الغابة في ظل انتشار الأمن. الذئب يقلق من سيطرة الحمار على الغابة وعوده الهدوء؛ الذئب يفكر في حيلة جديدة للإنقلاب على الحمار.

النمر يتهم الذئب بأنه ضيع عليه فرصة الحكم وينقلب عليه.
الذئب يحرض الخنازير للإاستيلاء على السلطة، الفوضى تعود إلى الغابة بعد حالة الهدوء والشعور بالأمن.

النمر يفكر كيف يصل إلى الحكم بعد استيلاء الحمار على الغابة، ويفكر هو الآخر في حيلة جديدة، فكان القرار بأن يتحد مع الخنازير ويكونون هم الجسر الموصل إلى سدنة الحكم.

اجتماع الخنازير مع النمور يسفر بأن النمور وافقت على بأن الخنازير هم الأحق بالملك.

حالة من التمرد والعصيان سادت الغابة الخنازير تمردت بشدة والنمور تدعم هذا التمرد.
الفيلة في شدة الغضب لأنها رأت بأن الحمار يسير في خطا مستقيمة اتجاه الإصلاح الإقتصادي والإجتماعي للغابة.

اجتماع طارئ للفيلة قرار عاجل للهجرة والخروج من تلك الغابة الظالمة أهلها.

وبالفعل سيطرت الخنازير على الغابة بمساعدة النمور في ظل غياب الفهود ولأسود.

الخنازير تنصب خنزيرها الأكبر على الحكم وتعلن بأنه هو الملك الجديد للغابة.

الحمار يستعين بالغربان والحدأة وبعض من الكلاب؛ لتصدي الخنازير، الكل تخلى عن الحمار الحمير تشدد الحراسة على الحمار باعتباره الملك للغابة.

حرب ضارية بين الحمير والخنازير النمور تدعم بقوة الخنازير في هذه الحرب انتصار الخنازير على الحمير والسيطرة على الغابة.
الحمار الآن يحول إلى محاكمة عاجلة واتهامه بالأختلاس وسوء الإدارة بجانب التجسس لحساب الغابات الأخرى، المحكمة تعلن بإعدام الحمار.
الخنازير تحاول إيجاد حلول لسيطرة على شبح الجوع وحالة الفوضى، تعقد اجتماع طارئ بجميع الحيوانات الكل حضر الإجتماع باستثناء الفيلة التى هاجرت من الغابة؛ باحثة عن الأمن والأمان، والحياة الكريمة في غابة أخرى، وكذلك الحمير التي رفضت الوضع ففكرت بالرحيل.
الخنازير تعلن التمرد على الإنسان وترى بأنه هو السبب الرئيسي في مجاعة الغابة؛ فهو الذي استحوذ على كل شىء فهو سبب تعاستنا ومجاعتنا فإذا استبعدناه من طريقنا فإننا نكون قد محونا الجوع والعبودية إلى الأبد، فالإنسان أيها الأصدقاء هو المخلوق الوحيد الذي يستهلك ولا ينتج، فهو لا يبيض ولا يدر اللبن ولا يحرث الأرض بل يأكل من خيراتنا ويعطينا القليل، وإذا أراد أن ينهي حياتنا فإنه يفعلها بلا أدنى رحمة أو شفقة.
الحيوانات تقتنع بكلام الخنزير، ويعلنون التمرد على الإنسان وتخرج الحيوانات لقتل الإنسان والاستيلاء على الطعام والشراب، والتلذذ بالحياة بدون الإنسان.

الذئب يشجعهم على الخروج؛ حتى تنعم له الغابة.
الذئب يساعد الفهد فى الخروج من سجنه، ويهمس للفهد بأن النمر هو السبب في سجنه؛ حرب أخرى طاحنة بين النمور والفهود أثرت على الحالة الإقتصادية كثير من القتلى والجرحى ومئات من الجوعى.

أكثر الحيوانات خرجت لملاقاة الإنسان وقتله لم يتبقَ في الغابة إلا الأسود والذئاب.
الذئب يعود إلى الأسد وينصبه للحكم في ظل الفراغ في الغابة، الأسد يغلق حدود الغابة.
الخنازير لم تستطع الرجوع إلى الغابة بعد غلق الحدود من جانب الأسود وكذلك باقي الحيوانات.

الإنسان ينتصر على الحيوانات في معركة ضارية استطاع الإنسان بعقله أن ينتصر الحيوانات.

الأسود تعلن الحرب على الذئاب وقتلهم، الذئاب منهم القتلى والجرحى ومئات من الجوعى( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله)

الخنازير ماتت في خيام الإيواء بسبب سلبيتهم، الحمار كان ضحية الخيانة، الغربان ماتت في عشهم بسبب سلبيتهم، الحمار كان ضحية الخيانة.

الفيلة نجت بأنفسهم من هذا الجحيم وذهبوا إلى غابة العدل والمساواة؛ يتنعمون بالمدينة الفاضلة.
الأسود ظنوا بأنهم تسيدوا الغابة، ونسوا بأنهم لم يستطيعوا العيش بمفردهم؛ لأنهم يحتاجون إلى الٱخرين.

وهكذا كانت النهايات مؤلمة بسبب الطمع والظلم وحب النفس والذات فهل يتعظ الإنسان؟!

قد يعجبك ايضا
تعليقات