القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أسطورة فتاة الاساور ابابا ينوفا من ميثولوجيا الأمازيغ

69

كتب _أحمد الزعبلاوي

أسطورة الفتاة ذات الاساور التي اصبحت رمزا للأمازيغ وهي اسطورة أمازيغية ملخصها كفاح وتضحية فتاة اسمها (غريبا) و والدها (اينوفا)
تعيش في بقة من بقاع الأرض حيث يسكنها وحش الغابة كما تقول الأسطورة
كانت تعمل طوال النهار بقطاف الزيتون وحرث الأرض وعلف المواشي لتعيل اخوتها الصغار و والدها العجوز
فإذا غربة الشمس عادت تجر تعبها الى البيت تدق الباب فيحتار والدها ايفتح الباب لقادم لايعرف إن كان وحش الغابة فيأكل أولاده أم يسد الباب
تقول الأسطورة إتفق مع ابنته على أن ترج أساورها التي يحفظ صوتها فيفتح لها
اسطورة قديمة ترجمت إلى أغنية عام ١٩٧٦
وبعدها ترجمت إلى اكثر من ٢٠ لغة مختلفة.
تتناقل ذاكرة الأساطير نسختين مختلفتين عن قصة أفافا ينوفا، فالأولى، تروي معاناة “غريبة”، أول سندريلا أمازيغية، التي تعمل طول النهار في حقول الزيتون، وفي عصارات الزيت، وتعود في جنح الليل، واجفة من ظلال الأشجار، كل هذا العناء، كي تسد رمق والدها، الشيخ الطاعن في السن، وإخوتها الصغار… وتتفق مع والدها على أن ترج أساورها الفضية، كي يفتح لها الباب، خوفا من الوحش المفترس، الذي يترصد الصغار… وفي كل مرة، يواجه الأب نفس المعضلة: هل يفتح الباب أم لا؟ قد لا تكون غريبة، بل الوحش؟ يفتح أخيرا، وترتمي ابنته، المنهكة من مشقة العمل، بين أحضانه معاتبة: “لمَ لمْ تفتح لي الباب؟ إنني أخاف وحش الغابة؟”. ويرد بحزن شديد: “أنا أيضا، يا ابنتي”… جمالية هذه النسخة من الحكاية، تكمن في مطابقتها للبساطة، في زمن كان الشيخ يتلفف في برنسه، وابنه، المهموم بلقمة العيش، جالس بقرب الكانون، والعجوز، التي تنسج على المنول أو المغزل، والأطفال من حولها يحلمون بالربيع.
القصة الثانية من الاسطورة

 ((روفا ووحش الغابة)
النسخة الثانية من الأسطورة، مختلفة تماما وأكثر فانتازية وخيالا من الأولى، وتحكي قصة روفا، البنت المدللة، التي تتوسط أربعة أخوة، بقوى خارقة، منهم مَن بصرُه أحدُّ من بصر زرقاء اليمامة، ومنهم من قوته تفوق قوة شمشون، ومنهم من خفته تجعله يسرق بيض الحجلة الحاضنة دون أن تدرك ما حدث، ومنهم من لديه سمع أحد من السيف… وحدث أن كان والدها يتحدث في تاجماعت، وهو مجلس الشورى أو اللوردات آنذاك، فانطلقت منه رائحة كريهة، فخجل من نفسه إلى درجة أنه انعزل عن القرية وعائلته، وأصبح يعيش في كوخ في الغابة… وكانت روفا هي من تحضر له الطعام، كل يوم، ولا يسمح لها بالدخول إلا بعد أن ترج أساورها الفضية.. وذات مرة، سمع وحش الغابة، وهو مستذئب (أي شاب يتحول إلى ذئب عند اكتمال القمر)، ما دار بينهما من حديث… وتقول الأسطورة إنه ذهب إلى أمغار، وهو حكيم القرية، كي يصبح صوته رقيقا كصوت روفا، فأرشده الحكيم إلى أكل دماغ الخروف، وأن يفتح فاه قرب صوت الوحش، ووضع بدل الأساور صدفا وقواقع… ودق باب كوخ الشيخ، ففتح له، بعد أن انطلت عليه الحيلة، فالتهمه دفعة واحدة.. وبينما كان مستقليا من فرط التخمة، دخلت روفا، فرأت المنظر المريع، فحاولت الهرب، غير أن المستذئب لحق بها، وأخذها إلى مخبئه، موثقة، فأخذت تصرخ، فسمع صراخها رابع إخوتها، على بعد أميال. وانطلق الكل لإنقاد روفا. وفعلا، تمكنوا من تحريرها، في غياب الوحش. وفي طريق عودتهم، لحق بهم الوحش، فدق أخو روفا القوي الأرض، فانشقت واختبؤوا تحت الأرض… عادت روفا إلى القرية، دون والدها. أما إخوتها، فأخبروا أهل القرية بمكان الوحش، وتم قتله في النهاية… أما أنا، فقصصي لن تنتهي، مثلما لا ينتهي القمح والشعير

قد يعجبك ايضا
تعليقات