القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

دور الإعلام في تشكيل الفكر الثقافي والمعرفي للأطفال

107

هبه حسان 

 

فى تقرير للباحثة غادة محفوظ تعبر فيه عن الدور المحوري للإعلام في تكوين فكر الأطفال

 

“أعطني اعلاما بلا ضمير .. أعطيك شعبا بلا وعي “

جملة شهيرة لـ “جوزيف جوبلز ” وزير اعلام هتلر ، هذه الجملة – في اعتقادي – ليس لها تاريخ انتهاء صلاحية ، فهي ليست متعلقة بالتطور التقني

لوسائل الاتصال ، وهو ما يجعلها أحد نظريات الاعلام الثابتة

لِوسائلِ الإعلام تأثيرُ إيجابيٌّ على الطفل في عدّة نواحٍ، منها:

مخاطبة حواسّ الطفل، خاصّةً حاستيْ السمع والبصر، ممّا يساعدُ على جذبِ انتباهه، ونقل المعرفة إليه.

 

تنمية وتطوير خيال الطفل، وتحفيزه على التفاعل مع المعرفة التي يتلقّاها سواءً من التلفاز أو الحاسوب، ممّا يساعدُ على تغذية قدراتِه. الجمْع بين الدور الثقافيّ والتربويّ والترفيهيّ في وقتٍ واحدٍ، وبالتالي ضمانُ حصول الطفل على المعرفة، والتربية الصحيحة، والتعرّف على السلوكيّات الصالحة ودفعه للقيام بها، بالإضافة إلى الترفيه عن نفسه وتسليته بشيءٍ مفيدٍ.

 

إشباع حاجات الطفل الإنسانيّة في تلك المرحلة، وبالذات المتعلّقة بنموّه العقليّ، كالبحث، والاستطلاع، والاكتشاف.

 

كما يمكن ومن خلال انماط متنوعة من الاشكال الاعلامية (المسرح – القصة –الأفلام الوثائقية والتسجيلية – مسلسلات) إعادة التشكيل الذهني للطفل ، بشرط أن يتم تقديم هذه المواد بما يتماشى مع مستحدثات العصر ، ويبث فيها روح الانتماء للثقافة المصرية .

 

إذا ما تم تفعيل هذه الخطوة ستكون أحد أسرع الوسائل وأكثرها فعالية وتأثيرا في طفل العصر الحديث الذي يختلف تماما عن طفل الأمس الذي لم يكن يملك غير الوسائل الكلاسيكية للمعرفة كالكتب والقصص .

 

تأثير وسائل التواصل الإجتماعي على الأطفال

 

لوسائل التواصل العديد من المزايا التي تفيد الطفل وتلعب دورا حيويا في تنمية مهاراته … نذكر منها :

الطفل في نهاية مرحلة الطفولة وبداية مرحلة المراهقة يكون لديه أداة ووسيلة فعالة في التعبير عن نفسه ، بكل سهولة وبساطة .

أحد أهم إيجابيات وسائل التواصل أن الطفل يكتسب مجموعة من الثقافات والمعارف والمهارات، فبلمسة من أصبعه الصغير قد يقرأ كتابا معدا بشكل شيق وبسيط يتناسب مع قدراته الذهنية .

من مزايا وسائل التواصل للأم التي لم تنل قدرا كبيرا من التعليم ، أنها تتابع ما قد يفيد طفلها ، بل وتعرض مشكلة طفلها الصحية أو النفسية على كبار المتخصصين ليأتيها الرد وهي في مكانها دون أن تتحرك حركة واحدة .

الأطفال أصحاب الهمم وذوي القدرات الخاصة ، تمثل لهم وسائل التواصل متنفسا لطيفا ينخرطون فيه مع باقي أقرانهم ويطلون من خلاله على العالم الخارجي .

هناك الكثير من الألعاب على السوشيال ميديا تساعد على تنمية المهارات ، وهو ما يعزز ثقة الطفل في نفسه وبينمي فيه من صغره مهارة اتخاذ القرار

لو قامت الاسرة بتحديد عدد معين من الساعات لاستخدام الطفل للتاب أو الهاتف ستترسخ في ذهن الطفل صورة إيجابية عن الالتزام والانضباط ، ونكون قد زرعنا في أطفالنا هذه القيمة من خلال هذه الوسيلة التي يحبها الأطفال

في اعتقادي أن أول السلبيات هي الهوس أو الادمان .. بمعنى وصول الطفل لمرحلة من النرجسية وبالتبعية بيكون الانترنت هو حياته كلها

كما يوجد العديد من السلبيات

اظهرت أحد الدراسات ان واحد من كل عشرين طفل يتعرض لمشكلات نفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب نتيجة استخدام السوشيال ميديا بشكل مستمر خلال اليوم، وأوضحت تلك الدراسات أن الطفل يحتاج ان يتعرض الى وسائل التواصل الاجتماعي بقدر أقل من الكبار، لأنه سهل التأثر بكل ما قد يمر عليه من أحداث

مثلا…. متابعة البنات «للبلوجرز » على وسائل التواصل الاجتماعي، ممكن ترسم صورة معينة للجسم المثالي، وهو غالبا ما لا يتحقق لكتير من المراهقات ، وهو ما يؤدي في النهاية إلى الدخول في موجات متتابعة من الاكتئاب

وفي دراسة بريطانية أكدت أن الفتاة التي تقضي ثلاث ساعات يوميا في تصفح وسائل التواصل قد تتحول لفتاة مكتئبة .

كمايتعرض كثير من الأطفال للتنمر على وسائل التواصل ، باعتبارها ساحة مفتوحة للتعليقات والانتقادات ، ونفسيا الطفل غير مهيأ لاستقبال هذا الكم الهائل من التعليقات والانتقادات ، وهو ما قد يعرضه لفقدان ثقته بنفسه ، لان الطفل أصلا يحتاج لخبرات واقعية وتجارب عديدة قبل أن نعرضه لانتقادات أشخاص خارج نطاق العائلة والمدرسة .

يقول طبيب الأعصاب والباحث الامريكي ماثيو ووكر، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم مباشرة يؤثر بشكل كبير على مقدرتك على الخلود للنوم، حيث ان الضوء الازرق الموجود في شاشات الهاتف او التابليت، قد يؤثر على إفرازات المخ التي تساعد أجسامنا على الخلود للنوم، وقد حذر ماثيو ووكر من اختلالات النوم عند الطفل، حيث أنه قد توصل عبر دراساته على مدار عشرين عام، إلى أن النوم هو الحدث الأكثر تأثيرًا في قدرات الطفل الإبداعية وتطور قدراته الحركية.

وقد كتب الطبيب ماثيو ووكر في كتابه لماذا ننام، أن تعرض العين للضوء الازرق الموجود في شاشات الاجهزة الذكية يؤثر على جودة ساعات النوم التي من المفترض ان نحصل عليها، كما قد وضح أنه عند حدوث خلل في ساعات النوم أو المواعيد الثابتة التي من المفترض أن يحصل عليها الطفل، يؤثر ذلك على نمو مهاراته الحركية ومهاراته الإبداعية، والتي تتطور خلال ساعات نومه كل يوم.

وسائل التواصل الإجتماعي تؤثر على علاقات الاطفال بالأخرين، يظل الطفل من صغره في حالة عزلة اجتماعية ، حيث أن الطفل في السن الذي يتراوح بين سنتين و15 سنة، يحتاج الى تنمية مهاراته الإجتماعية في التواصل مع الغير عن طريق التواصل بالكلام المباشر وحركات الجسد ونظرات العين، والتي تساعده فيما بعد على التواصل بشكل ناجح مع الأخرين، ولكن وسائل التواصل الإجتماعي تحرم الاطفال من تجربة الحصول على تواصل حقيقي مادي، فيقلل من قدرة الطفل على التعبير بالكلام أو فهم مشاعر الأخرين والتأمل فيها، فيخلق ذلك مشكلة يصعب تجاوزها عند الكبر .

أؤكد ان انتشار الكثير من المواد السمعية والبصرية الغير مراقبة، مثل الصور التي تمثل أعمال العنف في الحروب أو فيديوهات

قد يعجبك ايضا
تعليقات