كتبت_هبه حسان
نسير جميعاً بالحياة متمسكين بعلاقات إنسانية كثر منها ما تدعم وتبني شخصيتنا ومنها ما يدمر حياتنا .
حقيقة لاينكرها أحد ،فالعلاقات الإنسانية نتيجة طبيعية لاندماج الفرد بالمجتمع ،
يتعرض خلال هذا الاندماج لمختلف الشخصيات التي تختلف ثقافاتهم وأخلاقهم وسمات شخصيتهم ،
ومنها تظهر نوع علاقتك بالآخر وعلاقة الآخر بك .
_فلابد أن تدرك تماما مافائدة علاقاتك بالآخر وهل هذه العلاقة تفيدك وتزيدك أم أنها علاقة هادمة تهدم مابداخلك من مبادئ ومشاعر وتسبب لك ألم نفسي .
تلك هي العلاقة السامة التي تظهر لتهدم مابداخلك من جمال وتستغل هذا الجمال لإشباع ساديتها في السيطرة والتحكم فيك ،لذلك لابد أن ننتبه لتلك العلاقات جيدا ونبترها قبل أن تدمرنا .
كيف نعرف أن هذه العلاقة سامة وقاتله لنا؟
عندما نشعر بعدم سعادة وانطفاء لروحك
عندما تشعر من خلال هذه العلاقة أنك الطرف الذي يعطي دائما دون مقابل ،
عندما تشعر أنك مستنزف دائما في كل شيئ سواء كانت مشاعرك ،أو اهتمامك ،أو احترامك دون تقدير من الطرف الآخر،
عندما تشعر بفقدانك لنفسك وتكوينك الداخلي من كبرياء ،وكرامة ،وأنك في موضع إتهام مستمر من الطرف الآخر و تشعردائما بعدم الأمان معه.
كل هذه دلالات للعلاقة السامة.
_وهذه العلاقات متوغله في حياتنا اليومية
قد يكون أخ، أو أب، أو أم ،أو صديق أو حبيب ،أو زوج، أو زوجه
وتكون ناتجة عن التكوين السيكولوجي للفرد فجميعنا يوجد بداخله نزعة سادية قد تتمدد وتسيطر عليه وقد يسيطر هو عليها .
وينتج عن هذه العلاقة الكثير من الأمراض النفسيةمنها :
_الخوف
الخوف المستمر من أن يقلل من شأنك أمام الآخرين أو بينك وبينه
الخوف من الاستخفاف بك عندما تعبر عن رأيك تجاه أمر ما .
الخوف من الإيذاء اللفظي ،أو الجسدى
الضرب ،أو الذم عندما تسلك طريق مخالف لطريقه ،أو تعبر عن اقتناعك بقضية ضد اتجاهه .
_الحيرة وعدم الاستقرار
عدم الشعور بالأمان والطمأنينة بسبب سهولة الإستغناء عنك خلال هذه العلاقة يعرضك لمرض نفسي كبير وهو فقدان الثقة في نفسك والآخرين.
_الإنطواء
نتيجة طبيعية لتعرض الشخص لهذه العلاقة يشعر أنه يكون في أمان في البعد عن البشر فينغلق علي ذاته ليأمن الأذي.
_الانتحار
قد تتسبب هذه العلاقة في كتابة سطور نهاية حياة الآخر نتيجة لعدم قدرته علي البعد واحتكاره لنفسه لانه يقبل الإهانة والايذاء من ذلك الشخص .
_ماهو الشخص السام ؟
هو شخص متقلب ، حاد الطباع ،شكاك لأبعد مدي، لايثق بأحد متحكم يجد لذه في إمتلاك من معه ، والسيطرة عليه بل وإهانته أمام الآخرين
شخص لا يعبأ في أن يكسر من يتعامل معه حتي يضمن عبوديته ،
هو بارع في قتل براءة وعفوية الآخر
دوما يجد نفسه علي حق ،وهو من يعلم كل شيئ والجميع جاهل
لايعرف الاستقرار النفسي ويشعر شريكه دائما بالاضطراب والحيرة ،فهو تاره يحبه ويعشقه ،وتاره أخرى يتجاهله ويكرهه.
_كيفية العلاج والشفاء من هذه العلاقات ؟
أولا:حب الذات
لابد أن نحب أنفسنا ونقدر ذاتنا حق التقدير دون النظر لرأى الآخرين فينا نبني جدار الثقة بالنفس مرة أخري .
ثانياً: التجاهل والابتعاد
لابد أن نضع حدود للآخرين وقائمة للاحتياجات ومدى تحقيق هذه العلاقة لاحتياجاتنا فإن أخفق فوجب الإبتعاد فورا ،وإن حققت لنا السعادة ،والراحة النفسية ،والأمان فلنقترب أكثر وأكثر.
_هنا تكون قد تمكنت من علاج نفسك من طرد هذه العلاقات من حياتك وتزيل الألم النفسي والعصبي المصاحب لها ،
وتشعر بالاستقرار ،والسلام النفسي داخلك .
فالحياة مليئة بالآلام ولكن اختيار الاستمرار في الألم يرجع لنا.