القاهرية
العالم بين يديك

الحمار الغابة الجزء الثاني

304

بقلم/ سامح بسيوني

الغربان في عشها تترقب من الملك الجديد، الخنازير في اجتماع سري وهم يريدون الإستيلاء على الحكم.

النمر يجتمع بأقرانه من أجل المساندة والدعم للوصول إلى الحكم، الفهود ثائرة على إعتقال سيدهم.

الحمير الوحشية تشدد الحراسة على الملك المتنحي؛ الذئب يخرج واعظًا ويدعو الحيوانات إلى التحلي بالصبر والهدوء،ويدعوهم إلى تشكيل حكومة لإدارة الغابة لحين انتخاب ملك جديد.

الذئب يروج بأن يكون الحمار هو الملك الجديد؛ فهو الأجدر بالحكم ويستطيع أن يخرج الغابة من أزمتها فهو يتميز بالصبر والحكمة والذكاء والتحمل.

الخنازير تعلن التمرد على هذا الرأي ويعلنون أنهم هم الأحق بالملك.
الغربان مازالت في عشهم يترقبون الموقف من بعيد لا رأي ولا مشورة.
الفيلة تتعجب من أمر الغابة لقد نسوا مشكلتهم الرئيسية السيطرة على شبح الجوع المسيطر على الغابة.

انفلات أمني في الغابة الخنازير تمردت بشدة؛ وخرجت تأكل اليابس والأخضر بلا أدنى رحمة أو شفقة فهم لا يرون إلا أنفسهم فحبهم لذاتهم أثر عليهم.

النمور تحذر الخنازير وتدعوهم إلى الهدوء وإلا ستعلن الحرب عليهم بعض من عقلائهم يدعوهم إلى الهدوء.

الذئب يعود إلى النمر سيدي ماذا سنفعل في تلك الاضطرابات؟ وهل رأي بعد رأيك أيها المكار؟!
يبتسم الذئب ويقول له: لابد وأن نعترف بأن العذاء الذي استحوذنا عليه من الغابة أوشك على النفاذ، وسوف نلقي نفس مصير الحيوانات؛ اذن لابد من حلول إقتصادية وقبلها تنصيب ملك للغابة يدير شأنها.

النمر يقاطعه ومن هو الأحق بالملك مني، لا أحد يا مولاي ولكن أرى أن نقدم الحمار ويكون هو فخ التضحية، ثم تأتي اليك الغابة رغم أنفها تطلب منك الإنقاذ؛ وعندئذ يأتي إليك الحكم دون عناء.

سنعقد انتخابات ونرشح الحمار للسلطة، وعندما يتولى الأمور نتخلى عنه؛ حتى نظهر له ضعفه وهوانه أمام الحيوانات.
النمر يقتنع برأيه ويقول له مكار ماهر، الذئب تلميذكم سيدي الكريم.

الذئب يخرج في صلاة الفجر ويستعير قول أمير الشعراء شوقي ويقول:
يا عباد الله توبوا
فهو كهف التائبنا
وازهدوا في الطير أن العيش
عيش الزاهدينا
الديك يتعجب من مكره ويفضح أمره فينادي فى غابته محذرا!
فأتى الديك رسول
من إمام الناسكينا
فأجاب الديك عذرًا
يا أضل المهتدينا
مخطئ من ظن يومًا
أن لثعلب دينا
الذئب يتوجه إلى الحمار؛ ليعرض عليه تولية الحكم؛ الحمار من أنا حتى أتولى تلك المسئولية الكبيرة؛ فأنا لست مؤهلًا للحكم أرفض هذا الأمر بشدة لا طاقة لي بهذا الأمر.

الذئب يخرج من عند الحمار، ويذهب إلى قطيع من الحمير؛ من أجل أن يقنعوا الحمار بتولية الحكم.

اجتماع طارئ للحميراختلاف في الأراء؛ فالحكماء من الحمير يعتقدون بأنها مؤمراة على جنس الحمير؛ حتى يكونوا سببًا في ضياع الغابة، ويأتي الذئب معلنًا بأنه هو الملك الجديد المنقذ للغاية.

والبعض الآخر يرون بأنها خطوة جيدة توصلنا إلى سدنة الحكم، ويتغير حال الحمير من الذل والهوان ونرتقي إلى أعلى المناصب.

الإجتماع يسفر بأن الحمار هو الأحق بالملك.
فماذا بعد تولي الحمار منصب الحكم؟! يتبع….

قد يعجبك ايضا
تعليقات