القاهرية
العالم بين يديك

إنني أكبر

124

للشاعرة المبدعة/ أمان الله الغربي من دار شعبان الفهري نابل
متابعة عبدالله القطاري من تونس

إنني أكبر خارج حدود جسدي
أقفز بعيدا عن تفاصيل تضيق بي
إلى سوأة الحياة
إلى خطايا تجذبنا
إنني أكبر خارج قضبان المسكوت
أشيخ بضفيرتي البريئة
إنني أكبر بصدري العاري
وأزرار قميص أطلقت سيقانها للريح
أكبر بلا نهدين يجلبان المتاعب
لا يمر عليهما متطفل يتسكع في مصانع الحليب
يتقصى عن شهوة سقطت منه
فطم قبل الولادة
وشطب من لائحة الرضاعة

إنني أكبر حين مرغت شفاهي بطعم الحنظل
كي لا يقبل غبي منطق رومنسيتي
أو أرعن لا يفهم في عصير الكرز
تجاوزت شهقتي بخطوة
ورميت بأنفاس لم تسوك أحاسيسها
تحاول الحط على ثغري بنتوءاتها
ولا تصلح لنقاوة رئتي
بلا عصافير تلقط حبات الشغف خلفي

إنني أكبر بتفاوت الرقع على جلدي
بعدد الغرز في رأسي
بتفاوت التنهيد على الشرفات
بدرجات الزفرة ساعة استفاقة
أتنامى
بلا فخذين ضيعا ناقوس العقل
حين عقدا مواعيدا على فراش القلب
أكبر بتطلعاتي الصغيرة نحوي
وحيدة العابرين
فارغة من الكل
ممتلئة بي
كسنبلة في عاصفة بدلت موسمها
تدورني أعاصير سحب صيفية
أواجه قدري
حافية المنافقين
أجري كفراشة على الزجاج
ولا دم يكسو قدمي

صرت أتجمل لأراني أشد عتادا
أحطم مرآتي إن جلبت لي وجها غيري
ماعدت بنت العشرين
أزهو لرؤية أشباه العاشقين بدل صورتي
لم أعد أرتجف لرجل يتجول في حدائق عيني
يستورد حفنة شوق يفك بها عقد الفارين منهم
ليتصدق على فقراء الحيلة
رجل يغتسل بالأكاذيب
لا ماء في وجهه يتطهر به من دنس المؤامرة على فؤادي

إنني أكبر داخل الحزن المكتظ بي
والأفراح المعلقة على الأشرطة الذائبة
أكبر في مهد البكاء
لم أكن أركز في نشرة الطقس
وأنه علينا التحسب من التغيرات المفاجئة
وأن البكاء يضطرنا لاصطحاب المظلات اللامجدية
كي لا نغرق في ملحنا
لم أكن أفهم في الزمن المشبوه
وأنه يلبس ساعته مقلوبة يتربص بالضعفاء
حتى أني ما أصطحبت مناديلي المقننة
تلك التي تنتصر لدموع النساء

لم أشعر بهبوطي
وقبل حدوث الكارثة
أتوقف في الشساعة
وتمسك بي يد من السماء
فلا تسقطني الجاذبية
كنت تخففت من أوزان المؤثرين بي
حينها فقط انحنى لي البكاء
ورفعت لي الدموع قبعة الكبرياء
اقتنعت أن الفرح صفارة إنذار
ساعة رملية تعد بواقي إدراكنا بعود الكبريت
لنشعل شموعا من انهياراتنا
ونمضي في الصدمات بكل البهجة
لا أحتاج جدارا رجاليا بعد أبي
مذ دفنته وأنا مسلحة ضد تقديره هو

وحده ضميري المتكلم يخلص لتهمة الشعر
ما أصعب أن ترفع القلم في وجه المبتدئين في العشق
أن تقنعهم بأكذوبة مجموع اثنان واحد
ما أصعب أن تكتب لقلوب همجية
ما أصعب أن تنتج قصيدا لا ينتصر للحب
لا يشدو بالعاطفة خاو من تفاعيل الرقص
ما أصعب أن تقتل عبارات الهوى
والأصعب من كل شيء أن تكون
امرأة بلا قلب تكتب

إنني أكبر داخل الفوضى
داخل اللاترتيب من كل شيء
داخل اللامتناهي والمستحيل
داخل اللاممكن بإمكانياتي
بتت أحمل سوط الحبر وأركب فرس اللغة
لا أرتب كلماتي ولا أعبء لخطورة المعنى
في يميني سيف التحدي وفي شمالي رصاص الوعي
أكبر داخل الجرائم واحتراف الطلوع بأقل الخسائر

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات