القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الضحك ينقض الوضوء !! 

117

كتب-د.فرج العادلي

 

انتشر مقطعٌ لعالم جليل يسخر فيه من إمام الأئمة في مسألة (القهقة) أي الضحك بعد الوضوء

 

لأن المسألة عنده أو الحكم مبني على حديث ضعيف (وتعريف الضعيف معروف وهو ليس موضوعًا طبعا)

 

والحق أن هذا لم يكن يستحق السخرية من الحنفية بل كان يستحق الإجلال والتقدير. لماذا ؟

 

١_ لأن الأحناف يقدمون الحديث الضعيف على رأيهم، وعلى قياسهم وهذا منتهى العلم والتؤدة قبل الخوض في بحر الأحكام بالرأي والقياس، فالضعيف فيه احتمال كبير أنه من حديث النبي _صلى الله عليه وسلم- فلا يمكن أن نقول رأينا وهناك ظن أن لنبينا الأكرم كلامٌ فيه، أما إن كان فيه حديث صحيح تركنا الضعيف وأخذناه وأرحنا واسترحنا… وهذا قمة الاحترام والتقدير والإجلال والتعظيم لسيد الخلق أجمعين _كما أسلفنا-

 

٢_ إن الأخذ بهذا الحديث فيه ورع شديد وصيانة عظيمة للصلاة من العبث واللهو ، وما يضير المرء إن قهقه في صلاته ففسدت فأعاد الوضوء مع الصلاة !! هل ستنهدم الدنيا أم ستقوم القيامة ؟

 

بل أرى أن فيه تأديبًا له على عبثه وهو بين يدي رب العالمين جل جلاله في أعظم أركان الدين وهي الصلاة.

 

وبالعقل (والدين لا يُعمل فيه العقل لكن من باب الجدل) إذا كانت القهقه أفسدت الصلاة ؟! أفلا تُفسد الوضوء وهو الأضعف منها من باب أولى ؟ أليس هناك احتمال على صحة الحديث متنًا وإن ضعف سندًا لأنه يتفق وأصول الدين!؟

 

أكرر وما يضيره لو توضأ ؟! هل هذه المسألة تستحق ذم أبي حنيفة-رضي الله عنه_ الذي صمد أمام الفتن وملأ الدينا علما وفقهًا وقصصه شهيرة معروفة للناس جميعًا، هل تستحق ذمه أم مدحه !؟ نبئوني بعلم إن كنتم صادقين…

 

والعجيب أن هذا القول ليس قول ابي حنيفة وحده بل هو قول الحسن البصري، وإبراهيم النخعي وسفيان الثوري-رضي الله عنهم أجمعين-

 

ملاحظة العالم الجليل قال من توضأ وقهقه يعيد الوضوء. وضحك الحاضرون لأنه أوردها -حفظه الله-بطريقة فكاهية طريفة، لكن الأمر ليس كذلك بل من قهقه دااااخل الصلاة، أما خارجها فلا ينتقض الوضوء عند الحنفية. فليُعلم هذا.

 

وللعلم استحب الإمام أحمد-رضي الله عنه- في وجه إعادة الوضوء لمن قهقه في الصلاة.

واستحسنه الإمام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-

والسلام.

قد يعجبك ايضا
تعليقات